عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2011, 08:54 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه مشاهدة المشاركة
احسنتي اختيار العنوان اولا 0 ثم الموضوع ثانيا 0 والاهم ان تراثنا مليئ بالماسي وتسلط اولياء الامور والهدف عندهم مادي بحت 0
اسجل اعجابي بخياراتك وحسن ثقافتك وتنوعها وهذا ما سيجعلني اتابع طرحك واعجب به اتمنى لك ابنتي الغاليه السعاده والتوفيق مع تحياتي ولي مداخلة على ما يجد 00
الوالد القدير نايف بن عوضه سلمك الله
وأسعدني تواجدك بمتصفح بائعة البخور
وهي سلسلة قصصية يكتبها عضو جميل مثلك في منتدى مّا
جلبتها للفائدة ولإثراء ساحات وادينا
ممتنة لك وإليكم الحلقة الثالثة


الحلقة الثالثـــــــــة (3)

في بيت ابا محمد الآخر ....يختلف الوضع كثيرا فهذا المتوحش هنا يصبح خانعا ذليلا عند زوجته الأولى ...هي ابنة عمه نائب القبيلة السابق ...وهي سيدة شريرة جدا وورثت عن أبيها الكثير من الاملاك والمزارع في قريتهم ومنذ زواجها منه قبل عقدين من الزمن حين كان مجرد جندي في الجيش فرضت كامل سيطرتها عليه وعلى البيت ........فهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة .
زرعه.......هذا هو أسمها لديها ثلاثة أولاد وبنت واحدة .....أكبرهم محمد في العشرين من عمره يليه خالد وعلي وأصغرهم ليلى في السادسة من عمرها .
محمد ...الولد ألأكبر .....نسخة مكررة من والدته الشريرة فهو ولد عاق لوالده بينما هو ولد مطيع لوالدته التي لاتبخل عليه بالنقود دوما .
لايتخيل أبا محمد كيف سيكون حاله لو عرفت زوجته أنه قد تزوج عليها .....ولذلك أختار زوجته الثانية من قرية أخرى بعيدة عن قريتهم .
يعرف أنها لو علمت بذلك فلن تتردد في طرده من بيتها ...الذي أشتراه لها والدها النائب قبل وفاته ....وقد تضربه بمعاونة ولدها الأكبر كما فعلت من قبل لمرات عديدة .
محمد ....فرض سلطته العنيفة الشريرة على أخوته الآخرين فهو الآمر الناهي عليهم .....وملأ قلوبهم الحقد عليه بسبب عنفه وضربه لهم .
حتى الصغيره ليلى لم تنج من عدوانه عليها بالضرب بسبب أو بدون سبب .
والأب لاشأن له بما يحدث ....ينهض صباحا فيرتدى بدلته العسكرية ويذهب إلى عمله ....ثم يعود عصرا فيتناول ما يجد من طعام ثم يخرج إلى السوق حتى المساء ويعود .
لاتتورع زرعة ابدا عن شتمه وإهانته أمام أولاده .......وحتى أمام الجيران والضيوف .......واستطاعت على مدى السنين الماضية أن تجعل منه رجلا بلا شخصية .....حتى بين زملائه في العمل الذين عرفوا عنه خوفه وتردده .......وأصبح أضحوكة بينهم .
لا أحد يعلم كيف حولته الى شبه رجل ........لكن الكثيرون يعتقدون أن سبب ذلك هو طمعه في ميراثها الضخم ........وثروتها الكبيرة .
كان والده فقيرا جدا .......وكل ما يملكه بيت طيني وقطعة أرض صغيره يزرعها في القرية .....وبضع رؤوس من الماشية .......أما والدها فقد سافر صغيرا وعمل في الجيش في الطائف في بدايات تكوينه .... ثم ترك الجيش وبدأ العمل في التجارة فكان يتاجر في الأغنام ويجمع منها الكثير ثم حين يأتي موسم الحج ينزل بأغنامه إلى مكة فيبيعها على الحجاج ....حتى كون ثروة كبيرة ...وبعدها عاد إلى قريته فبنى بيتا كبيرا ....وتزوج .
كانت زرعة ابنته الوحيدة فقد ماتت أمها بعد ولادتها بأيام قليلة .....فتزوج من إمرأة أخرى ......ولم ينجب منها أولادا ....ولم تطل البقاء معه ....فقد طلقها بعد خمس سنوات من الزواج .
عرف الجميع في القرية أن زرعه كانت سيئة السلوك في شبابها .......وكانت حديث شباب القرية ...وقال بعضهم أنها كانت على علاقة بشاب من قرية أخرى .......وفقدت عذريتها في احدى مغامراتها معه .
وحين علم والدها بالأمر ....عاقبها ثم قرر تزويجها بأبن أخيه سترا للفضيحة .....وأشاع بعضهم أنه حين زواجها كانت حاملا بولدها الأكبر .
هكذا كان زواجه ....رغما عنه وبضغط من والده الفقير وعمه الغني الذي توسط له للعمل في الجيش وجهز له منزلا كاملا في قريتهم .
وأصبح عمه نائبا على القرية بماله من مال وسمعة .....وحين ترك المنصب ......إنتقل إلى ابها وأنتقل أبا محمد وعائلته معهم .....وقام العم بشراء المنزل لأبنته .
حين مات والدها ورثت عنه كل شيء .....أملاكه الكثيرة في قريتهم ....وأملاكه الأخرى في ابها والخميس ...ومبلغ ضخم من المال .


في مقر عمله .....يجلس أبا محمد ساهما يفكر في هذه الكارثة التي جلبها لنفسه ......الزواج بأخرى ....هو تزوج فقط ليجد من يمارس عليها رجولته المفقودة ....ولذلك أختارها طفلة يتيمة .....كان يخطط أن لايدوم زواجه أكثر من شهر أو شهرين ثم يطلقها .....وتنتهي الحكاية .....لكن مالم يضعه في حسبانه .....حكاية حملها ....فقد أعتقد أن كبر سنه وصغر سنها سيجعل فرص الحمل شبه مستحيلة .....لكن الله أراد غير ذلك .
وما هو الحل الآن ؟؟
هل يطلقها .....ويعيدها لبيت عمها ......أم يتركها في عصمته ....آملا أن تسير الأمور كما هي الآن ....سر لايعرفه أحد .
ماالذي سيحدث لو أنكشف هذا السر ........وعرفت زرعه وولدها بتلك القصة ؟؟
قرر إستشارة بعض من يثق بهم .........فمنهم من قال أبق زوجتك معك وليكن مايكون ........وقال آخرون بل طلقها ودعها تذهب بحملها إلى قريتهم ......وأنس الموضوع تماما ........وآخر قال بل أعلن زواجك بها وضع زوجتك امام الأمر الواقع .......وتحمل النتيجة برجولة ...!!
لم يعرف أي قرار يتخذه ........فعزم على الإنتظار قليلا فقد يأتي حل آخر ينقذ موقفه البائس .
ذهب لحليمة ....التي لازالت تتذكر تلك الصفعة على خدها الصغير ....دخل عليها فألقى السلام ثم جلس ....وهي تتمنى أن تسأله عن سبب الصفعة ....وقد قيل لها أن كل زوج يفرح بحمل زوجته .
وضعت القهوة أمامه بهدوء ثم ذهبت إلى غرفة أخرى ..........ولحق بها بعد قليل ....تلعثم قبل أن يعتذر منها فقد كان ذلك اليوم تحت ضغوط كثيرة .....ولم يدر ما يفعل .....وقبلت عذره الواهي بدون إقتناع ....فليس في بالها إطالة النقاش .
وأخبرها أنه تفاجأ بخبر حملها ولم يمض على زواجهما إلا شهر .....وكالمعتاد .......تجاهلت كل كلامه وقامت لتعد له الطعام .
تناول لقيمات ......ثم ذهب واجما .
في سيارته ........مشى قليلا ثم توقف بجوار مسيل الوادي .......وهو يفكر في ما حدث .
ماذنب هذه المسكينة أن تحرم من فرحتها ........وماذنبها لتطلق بعد زواجها بأيام ؟؟
والأهم ماذنبها أن تكون ضحية نزوة مراهقة متأخرة ...........ولم تكون هي ضحية رجولته التى قضت عليها أبنة عمه ؟؟
وعاد إلى بيته .......لتستقبله زرعه مستفسرة عن سبب وجومه ...فلم يجد مايقول .
ومرت أيام .....كسابقاتها ....يمر بحليمة في أوقات مختلفة ....ليمضى ساعة أو ساعتان فقط .....ثم يرحل ....لم يقض ليلة كاملة معها منذ زواجهما ....وهي أكتفت بجاراتها ....لتسليتها وتطييب خاطرها .
مر أسبوع قبل أن يأتي زوجها ......ليخبرها أن عمها قد توفي بعد مرض لم يمهله طويلا ........أفجعها الخبر كثيرا .....وبكت طول ذلك اليوم ...وطلبت منه أن يأخذها لبيت عمها لتعزية عمتها ....وقضاء بعض الوقت إلى جوارها ....فهي وحيدة ولم يبق من أهلها أحد .
وفي صباح اليوم التالي ....حملها إلى قريتها .
قبل أن يغادر قال لها سآتي بعد أسبوع لأخذك إلى بيتك .....لكنه لم يأتي .
ومر أسبوعان آخران ........ولم يظهر أبو محمد .....


البقية قريبا .................


الله يحبكـــــــ(ن)ـــم




 

 

   

رد مع اقتباس