عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2011, 09:03 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










نزهة المشتاق غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الحلقة الرابعـــــــــه (4)

مر شهر وآخر ...ولم يعد أبا محمد لأخذ حليمة .....وبطنها بدأ يكبر شيئا فشيئا .....كانت تتحسسه كل حين وتشعر بسعادة غريبة .
وعمتها العجوز تلقي عليها بالنصائح عن الأكل النافع للحامل ....وطريقة الجلوس ...والمشي .
وهي أحيانا تتساْل عن غياب الزوج الغريب ....هل سيعود ...أم لا ؟
رغم جلافته ....وتقصيره فهي تشعر نحوه بشعور يشبه الشوق .....لعله ليس شوقا بالمعنى الحرفي بل تريد أن تعرف رد فعله حين يشاهد بطنها المكور قليلا .
ربما كانت صفعة أخرى ........وربما لا ...فقد يفرح كما قيل لها .
وفي أبها كان أبو محمد يقدم رجلا ويؤخر الأخرى ......فهو يتمنى أن يستعيدها إلى بيته ....لكن تطوف برأسه اللئيم فكرة طلاقها ليتخلص من هذا العبء المرعب .
وكان في عمله ذات صباح حين بلغه خبر نقل وحدته العسكرية بالكامل من الخميس إلى تبوك .....وفاجأه الخبر ولكن لامجال للنقاش في أمر كهذا .
وعاد إلى بيته مهموما ....وأخبر زوجته بالخبر .......فلم يحرك لديها ساكنا ....بل قالت له ....إذا أردت أن تذهب لتبوك فأذهب ...أما أنا وأولادي فسنبقى هنا .
وتجادل معها قليلا .ثم علت أصواتهما ....فتدخل الولد الأكبر لصالح والدته ....بعد بضع شتائم وتهديدات ...فسكت الأب المغلوب على أمره .
وبدأت الإستعدادات للتحرك .....وقرر المرور على حليمة وأبلاغها بالخبر .....وقد كان .
ففي صباح اليوم الثاني كان واقفا بباب بيتها ......وفتحت له العمة وأدخلته ......وأيقظت حليمة التي كانت لاتزال تغط في نومها .
تفاجأت حليمة لتوقيت هذه الزيارة ......لكنها أرتدت ملابسها ......وذهبت إليه فنهض مسلما عليها ...وهو ينظر لبطنها مبتسما .....ويعتذر لتأخره عن المجيء .
وكعادتها دائما ......لم تناقش معه شيئا ولم يكن يطرا ببالها سوى رؤية ردة فعله على بطنها ....وللحق فقد كان سعيدا في مايبدو .
وأخبرها بأمر نقله من المنطقة ......فلم تناقش ايضا ....لكنه اضاف بأنه سيعود لأخذها معه ...طالما رفضت زرعه الشريرة مرافقته ....وربما كان في ذلك نعمة كبرى .
وغادرهم بعد أن وضع في يدها مبلغا من المال ...مع وعد بعودة قريبة بعد أن يجهز لهم دارا يسكنوها .
ما أن وصل إلى تبوك مع وحدته حتى بدأ التخطيط لإحضار حليمة ......فبحث عن منزل صغير ...وبدأ في توفير مايحتاجه من لوازم واثاث .
وعاد بعد شهرين آخرين ........ليصطحب حليمة معه .
وبمثل هلعها حين ركبت السيارة للمرة الأولى ....كان الرعب أشد هذه المرة ....فستركب طائرة عسكرية هذه اليوم .
وكان يطلق عليها ..طائرة السلاح وهي المختصة بنقل أفراد الجيش ومعداتهم بين المدن .
وما إن تحركت الطائرة قليلا على المدرج .....حتى بدأ قلبها بالخفقان خوفا ........وبلا وعي مدت يدها وأمسكت بيد زوجها بشدة ....وهو يبتسم ويهدئ من روعها .
وذهبوا لبيتهم الجديد ......ومع كل يوم يمر ....كانت تشعر أن هذا الرجل ليس هو من تزوجها قبل خمسة أشهر ....فهو طيب رغم عصبيته أحيانا ......ثم أنه كان نادرا ما يغادر البيت إلا إلى عمله ...أو لقضاء حاجة ثم يعود .
وبدأت حليمة تشعر بمعنى أن تكون زوجة كاملة الحقوق .
وبعد أشهر .....بدأت حليمة تشعر بأعراض الولادة ......فسارع أبا محمد إلى بيت جاره ...طالبا معونة زوجته ...وبعد ساعات من المخاض المؤلم لحليمة ...وصراخها الذي ملأ الحي ........جاء الولد .
كان ذكرا ..جميلا أبيض البشرة كوالدته ....فرح به أبو محمد .....وأسماه ( فيصل ) ....على أسم الملك ..في وقتها .
وبدأ فيصل يكبر قليلا ...قليلا في رعاية والده ووالدته الحانية .......وكان أبا محمد يتردد على بيته الآخر في أبها كل بضعة أشهر .
ومرت أربعة أعوام كاملة .......عاشوها في سعادة وهناء ...كان فيصل يكبر يوما بعد يوما ...وأصبح شعلة من النشاط في البيت .
ورغم أمنيات الزوج بطفل آخر .....فلم يقدر الله .......وبقي فيصل وحيدا .
وأبلغ أبا محمد ووحدته بأن الأوامر قد صدرت بعودتهم إلى مقرهم السابق .......وكان الخبر صاعقا على الرجل ..وزوجته .
فمعنى هذا أن تعود الأمور كما كانت ......ساعتان أو ثلاث ...كل بضعة ايام ......وبيت آخر ....ورعب في قلب أبا محمد خشية إنكشاف أمره ........لكن لاحيلة بيده ......فهو عسكري وملزم بالطاعة .
وعادوا إلى الجنوب مرة أخرى .......ووضعها مع طفلها عند العمة العجوز .......حتى يقوم بتجهيز بيتهم ...من جديد .
وتم الأمر ........وفي نفس الحي السابق ........وعادت الأمور لما كانت عليه قبل أعوام .
كان فيصل سلوتها الوحيدة .....بشقاوته ....وركضه المستمر هنا وهناك ........وبطبيعة أهل البلد ....تعرفت على العديد من جاراتها .....ولم تنقطع زياراتهم يوما .
ولعل جارتها أم عبدالله ......كانت الأقرب لقلبها .....لطيبتها المتناهية .......وسعة صدرها ....وأيضا كان عبدالله رغم أنه أكبر من فيصل بخمس سنوات أو أكثر ........أصبح صديقا لفيصل الذي شارف على دخول العام السادس من عمره .
وقرر والده تسجيله في المدرسة بعد أشهر ..........وكان من طلاب المدرسة المحمدية المجاورة لبيتهم .
وبدأ فيصل .....سنته الدراسية ....على خير حال .
ومضت الأيام ........وسقط أبا محمد طريح الفراش ......بعد حادث في مكان عمله ........وبقي في المستشفى أياما ......ثم خرج لبيته .......ولم يكن يقدر على الحركة .
وأستغربت حليمة سبب إنقطاعه الطويل .....لكنها لاتعرف ماذا تفعل .......فبقيت تنتظر كل يوم ....ولم يأتي .
وجاء زملاء ابا محمد للسلام عليه .......وكان بيته يمتليء بالزوار .....كل مساء .
وذات مساء كئيب ..........جاء أحد زملائه .......لزيارته ..مصطحبا عائلته ....فهم على معرفة قديمة ببعضهم البعض ......وجلست زرعه مع زوجة الضيف ...يتبادلان الأحاديث ........وفجأة قطع حديثهما سؤال المرأة لزرعه عن زوجة أبا محمد الثانية ؟
فبهتت زرعه .......وهي تقول ...زوجة ثانية ؟؟ من ؟؟ أبو محمد ؟؟
وأتضح أن المرأة أفشت السر القاتل .......الذي عرفته من زوجها قبل أعوام ....حين كان ابا محمد يستشيرهم في أمر زوجته الثانية .
وتمالكت نفسها قليلا ......حتى يذهب الضيوف لتبدأ الاستجواب .
ورحلوا بعد قليل .
كانت زرعه في حالة مرعبة من الغضب ........ودخلت على الزوج المصاب ......وبدون أي مقدمات سألته عن حكاية زواجه ........فأنكر ذلك ......ثم مالبث أن إعترف ....بكل شيء تحت ضغط صراخها المرتفع .
ووجهت له بعض الإهانات كعادتها ......ثم أقسمت أن تجعله يندم على اليوم الذي خدعها فيه وتزوج بغيرها .....وزاد رعب الرجل .........فهو يعرف زوجته ....وماقد تفعله به .
ولم يهدأ له بال إلا بعد أن غادرت الغرفة .........وتركته .


الله يحبكــــــــ(ن)ــــــم


 

 

   

رد مع اقتباس