عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2010, 06:04 PM   رقم المشاركة : 3

 

وطنية الشاعر التي ذَكَرَها بإسهاب في مكانها المناسب وبسطه الكلام فيها يدلان على اهتمامه بمعالي الأمور وعلى وفائه وصدق انتمائه وسلامة فِكْره.

• صفاتٌ حميدة للقبيلة ومعانٍ كثيرة لا يسع المقام استقصاءها عَبَّر عنها الشاعر بألفاظ جزلة وواضحة كاشتهار القبيلة بحماية الدخيل - النوع المحمود منها - واحترام حق الجار وإكرام الضيف وامتيازهم بالترحيب به قبل أن يُسَلِّم, وبالشجاعة عند اللقاء مع عدم الابتداء بالاعتداء, وغير ذلك من الصفات الحميدة الأخرى, كما بَيَّنَ الشاعر سلامة تاريخ القبيلة من ابتداء البغي كالسطو والنهب خاصةً على الجيران والضِّعاف, ونحوها من صفات الجاهلين . وذِكْر الخصال الحميدة في الأشعار وإن كان سرداً تاريخياً إلا أنه يحقق الدعوة إليها وتذكير الكبار بها وتربية النشء عليها.

• ليس المقصود من هذه المشاركة البسيطة استقصاء الكلام عن القصيدة أو تحليلها أدبياً على طريقة النقد المنهجي حيث اقتصرت على الكلام عن أهم المعاني والمبادئ ولم أتعرض للصور والأخيلة والتراكيب ونحوها, ومع هذا فإن هذه التعليقات انطباعات شخصية تعكس رأي كاتبها, لا تخلو من الخطأ والتقصير, دعاني إليها إعجابي بالقصيدة وجِدَّيَتها وخطورة موضوعها وحسن اسلوبها وقيمتها الأدبية في نظري, بعد أن عُرِضَتْ من قِبَل صاحبها في المنتدى فرَغِبتُ في التفاعل والمشاركة, ذلك كله ما دفعني للتعليق ومِن ثَمَّ الإشادة بالقصيدة والثناء عليها, ثم على قائلها تبعاً إذ لا أعرف شخصه, ولا يعني هذا أنني لم أرَ فيها إلا ما هو صواب, لكن إعطاء الحكم للأغلب واعتبار الأكثر مبدأ عادل وهو الميزان القسط, وشكراً لمن كان صوابه أكثر من خَطَئِه, إذ الكمال المطلق منتفٍ في حق جميع الخلق حتى الأنبياء وإنما هو من صفات الله عزَّ وجلَّ.

• أصل مشاركتي هذه كان مروراً سريعاً كغيرها من المشاركات ولم أكن أرغب في الإكثار ولا الوقوف مع كثيرٍ مما تطرقتْ له القصيدة لولا ما حصل من المشْرِف من إفراد المشاركة وتثبيتها وعَنوَنَتَها بما ألفت النظر إليها وجعلها تبدو وكأنها دراسة عميقة للقصيدة مع أنها دون ذلك, مما جعلني أخشى أن يأخذ محسنٌ للظن بعضَ كلامي مما هو خطأ على أنه صواب, لذلك وغيره أعدت النظر في بعض ما كتبت, واضطررت إلى تفصيل بعض المسائل رجاءً أن لا أقترف على نفسي سوءً أو أجره إلى أحد, مع ملاحظة أنني مُتسِع الصدر لأي تعقيبٍ على ما كتبته, بل أطلب ممن يرى خطأً أن يبين ذلك بصراحة, إذ الحق أحق أنْ يُتَّبَع , ويكون بفعله هذا قد أحسن إليَّ ونَصَحَ إخوانه المسلمين . اللهم إنا نعوذ بك من هيجان الحرص وسطوة الغضب، وغلبه الحسد وقلة الصبر، وضعف القناعة، وشكاسة الخُلُق، وإلحاح الشهوة، وملَكة الحَمِيَّة ، ومتابعة الهوى، ومخالفة الهدى، واستحواذ الغفلة، وتعاطي الكلفة، وإيثار الباطل على الحق، والاصرار على المأثم، ومباهاة المستكثرين، والازراء على المقلين، وأن نعضد ظالما، أو نخذل ملهوفا، أو نروم ما ليس لنا بحق، أو نقول بغير علم, ونعوذ بك أن ننطوي على غش لاحد، ونعوذ بك من سوء السريرة واحتقار الصغيرة، وأن يستحوذ علينا الشيطان، أو يشتد علينا الزمان، أو يتهضمنا السلطان، ونعوذ بك من حب الاسراف وفقدان الكفاف، ومن شماتة الأعداء، وجَهْد البلاء، ومن عيشة في شدة، أو موت على غير عدة, ونعوذ اللهم بك من الحسرة العظمى، والمصيبة الكبرى، ومن سوء المآب وحرمان الثواب، ومن حلول العقاب, اللهم أعذنا من كلّ ما استعذنا بك منه, برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيء قدير .

كَتبه الدكتور / محمد بن سعد الغامدي

 

 

   

رد مع اقتباس