الموضوع: في الفسحة ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2008, 11:23 AM   رقم المشاركة : 8
7d6581ed2d


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العبائر مشاهدة المشاركة
عندما كنا تلاميذ في الصف السادس بمدرسة وادي العلي , وعند بداية الفسحة , رجعت أنا وزميلي سعد بن حسن إلى منازلنا لنتناول طعام الإفطار كون بيوتنا قريبة من المدرسة ولأننا نذهب صباحاً دون إفطار لإنشغال أُمهاتنا بالعمل في المزارع , يذهبن بعد صلاة الفجر كما كانت عادة الناس في ذلك الوقت.
وعندما وصلنا إلى مسجد القرية رأى سعد كلباً كان يبحثُ عن طعام أعلى درجة بيت العفاس القديم في قطعة مربعة الشكل لا تزيد مساحتها عن 2×2 , كانت عبارة عن مرمى للنفايات وهي مبنية من ثلاث جهات بإرتفاع أكثر من مترين . أما الضلع المُلاصق للدرج بدون بنيان .و أما الدرج فكان بعرض مترين .
المهم قرر سعد أن يهاجم الكلب بالحجارة وحاولت إقناعه بتركه ولكنه أصرّ على ذلك . وجمع الحجارة بكلتا يديه ثم صعد الدرج حتى فاجأ الكلب الذي كان محاصر من ثلاث جهات وليس له مخرج إلا من جهة الدرج التي وقف فيها سعد ولم يسمح له بالخروج . وبدأ برميه بالحجارة والكلب ينبح , وكلما تحرك يميناً أو يساراً ليخرج وقف أمامه .
كان يتحرك كـبندول الساعة يميناً ويساراً , وكلما حذفه زاد صياح الكلب . وكنتُ أنا واقف خلفه وأخذتني الحماسة , فالتقطت حجراً يشبه شكل المستطيل ولازلت أذكر شكل ذلك الحجر حتى هذه اللحظة . وكنت كلما أردت الحذف ما يعطيني سعد فرصة , وانتهزت تحركه إلى اليسار وحذفت بكل قوتي من جهة اليمين إلا أن زميلي كان أسرع من الحجر فكان أمامه مباشرة , فوقع الحجر في مؤخرة رأسه وصاح بأعلى صوته : آآآآآآه يا راسي . ووضع يده على مؤخرة رأسه وبدأ ينزل من الدرج وهو يقول : ليش يا صالح ليش يا صالح .
والعجيب في الأمر أنه هو والكلب كانا نازلان من الدرج متجاوران , كل واحد منهما بجانب الآخر والكلب يعوي بأعلى صوته , وسعد يصرخ حتى اختفى الإثنان خلف المسجد .
وقفت أنا مذهولاً ولم أكن أقصد ذلك ولكن الأمور سارت على هذا النحو , واتجهت إلى البيت وكنت خائفاً أن يخبر والدته بذلك وندخل في مشكلة كبيرة . وعندما قابلت والدتي أعطتني خبزة ذرة وهي ناشفه ولا تنبلع بسهولة . ولأن ريقي كان ناشفاً من الخوف , لم أستطع أكل الخبزة , ونزلت من البيت راجع إلى المدرسة وإذا بسعد واقف ينتظرني وهو مبتسم .
فبادرته بالسؤال : هل أخبرت والدتك ؟
قال : لا .
قلت : ماذا قلت لها ؟
قال : قلت لها أن رجلي زحلقت في درجة المسجد وسقطت على رأسي , وماكان منها إلا أن ربطت رأسي بقطعة من القماش , وأعطتني كسرة من خبزة الحنطة , واليوم رأفةً بحالي زودتها شوية .
وقسم تلك الخبزة بيني وبينه .
وقال لي : خذ هذه بدلاً من الحجر الذي حذفتني به .
فقمت أعتذر منه وأبديت له ندمي وأنني لم أكن قاصداً .
قال : إنت ماغلطت , الغلط حصل مني , فلو أني تركت الكلب لما حصل لي هذا.
وهذا عقاب لي من الله ولا ذنب لك في ذلك , وهذه آخر مرة أؤذي فيها أي حيوان .
وطيّب خاطري وأكلنا الخبزة , وشربنا عليها ماء من حنفية المدرسة ورجعنا إلى الفصل وكأن شيئاً لم يكن .

هذه هي المحبة الصادقة والزمالة الحقيقية والأخوة .
رحم الله سعداً رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته
.
الأخ الفاضل :
صالح احمد العبائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً :
أنا لا أعلم هل أنا رحبتُ بك في ساحات وادي العلي وإلا لم أرحب بك ؟
بإمكاني العودة إلى يوم حلولك ضيفاً على الساحات للتأكد ، ولكن عموماً أرحب بك أجمل ترحيب بيننا
(رجُلٌ كيّسٌ فطن ، وخلوقٌ ذكيٌ متزن)
ثانياً :
موضوعك عن صداقتك الحميمة للأخ سعد بن حسن - يرحمه الله - يدل على وفائك لأصدقائك وما أكثرهم .
وأسلوبك راق ٍ كرقي سماتك في مجتمعك . رحم الله سعداً رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، ويرحمنا الله
إذا صرنا إلى ما صار إليه إنه سميعٌ مجيبٌ قدير ، وبالإجابة جدير .
أتمنى لك الصحة وطول العمر ، ولقلمك التألق والإبداع المستمر .

وأهديك أطيب وأجمل تحياتي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس