عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2008, 12:14 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالعزيز بن شويل غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 

***

ويمضي العمر ..

أرواحنا فيه بين مد وجزر .. نتمنى لو أننا أكثر قوة،

أقوى إيماناً، أشد عزيمة، أنهض همّة، أجمل قلباً ..

نشتاق للحظات الصّفاء،

نتوق للقياها وأدخنة الحياة تتصاعد حولنا ..

ليأتينا بحلته المضيئة في لجج الخوف والقلق والرهبة

من المجهول، فينير لنا حياتنا، ويحدد وجهتنا،

ويقودنا نحو المسار الصحيح ..

فالصوم يعلمنا تهذيب النفس على الخير والطاعة،

وينقي كل جارحة من جوارحنا بالطاعة،

يعوّدها على لغة الطهر، ويغسلها من كل خبث ..

يرفعها عن الدنايا،

ويأخذها إلى عالم من النور كلما أوغل المرء فيه ..

تدفقت في شرايينه أنهار الخير فعمّت حياته بالنجاح

والسعادة فوق ما يتمنى ..

هو موسم توحّد القلوب على الإيمان،

وإثبات عبوديتها الخالصة لله تعالى ..

وقد فرّقتها مشكلات الدنيا وهمومها،

فلن يجمعها الآن إلا النقاء في رمضان،

والصوم واحد، والفطر واحد،

والرغبة في الإصلاح كبيرة والكنوز وفيرة..

وهو شهر المساواة بين الغني والفقير،

يفتح صفحة التواصل بينهما من جديد،

والتقارب على لغة المحبة، فهذا يعطي،

وذاك يسعد، وهذا يبذل وذاك يشكر ..

وهو فرصة رائعة للتعبير عن الوحدة بأشكالها،

وحدة في العبادة، ووحدة في الرغبة بالتغيير نحو الأفضل،

ووحدة في نبذ العوائق والسدود

التي تحجز المؤمن عن طريقه الذي ارتضاه الله

في الاستقامة والسعادة ..

وهو شهر التنوع في العبادات،

فالصوم للتنقية والتزكية،

والقرآن دستور يعلمنا أبجدية حياة السعداء,

ويرفعنا إلى سماء الأنقياء ..

والصلاة قربى ورفع لهمة واغتنام لخير،

والصدقة مفتاح السرور والتقارب بين المؤمنين،

والدعاء بابٌ مفتوح لا يخيب من قصده،

ولا يضيع من سلك طريقه ..

والتواصل بين البشر مشروع حضارة في الأمة،

تبدأ من صلة مع الأقارب،

وتمتد إلى كل أهل الأرض محبة ووئاماً ..

إنه شهر يعلمنا معنى أن نحمل الرسالة برقي ونبلغها بحضارة،

فكما يعرف كل أهل الأرض رمضان بهلاله وقناديله،

يجدر بنا أن نريهم ذلك الجمال الكامن في شعائره وعبادته ..

فمن كان يفتش في حياته عن فرصة لتجديد العزيمة،

وبناء النفس، فليلجأ إلى الله في هذا الشهر

مقوماً لنفسه متعبداً مصلحاً داعياً ..

ومن أمسك قلماً يرسمُ به مستقبلاً زاهراَ ،

فليرسم في زاوية عمره حديقة غناء مورقة،

يكللها الزهر والريحان،

وليطلق عليها اسم " رمضان "


ومن أتعبته صراعات نفسه، وتمنى لو تغلب عليها،

فليسلك درب الإيمان في هذا الشهر،

فلن تضيع وجهته ، ولن يضل أبداً طريقه..

 

 

   

رد مع اقتباس