عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2010, 02:55 AM   رقم المشاركة : 5

 

.

*****

فلكلور تناقله الناس وكنت اذكر والدي رحمه الله يحفظها وكذلك والدتي أمد الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافيه

وبعد البحث أنقل لكم النص التالي مع بعض التعديل:

(الله أقوى) أغنية تراثية ما زال مخزونها الفني يتدفق بالإبداع في الكلمة واللحن

أول من قدم هذه القصيدة الشاعر فهد راشد بورسلي (1918-1960م)



وهو شاعر كويتي كبير وثق الكلمة التراثية وساهم في حفظها اجتماعيا لتكون صورة أصيلة عن المجتمع الخليجي الذي عاش في أوائل القرن الماضي

دائما ما يقدم قصائده بسهولة وبساطة تمنح مجالا واسعا لتمدد الحروف الموسيقية، ودائما تأتي جاهزة بأنغامها حتى وان اختلف اللحن والأداء فهي تبقى متأصلة بفكرتها وطريقة أدائها.

هذه الأغنية التراثية قدمها العديد من الفنانين كان آخرهم المطرب صالح الحريبي وكذلك فيصل السّعد بل إنها لا تزال مستمرة الحضور في الجلسات الغنائية المذاعة أو المصورة، وهذا يعطي انطباعاً بان هذه الكلمات أصبحت جزءاً من ذاكرة أهل الخليج

وفي كلمات هذه الأغنية نجد الأمثال والوصف الجاهز لنقل صورة جيدة لحياة سابقة ولجيل سابق يحترم فنونه ويحفظ تفاصيل ذالك الزمن الجميل

في الماضي كان استخدام اسم (الله) كافتتاحية يعطي دليلا على التواصل الإيماني في كل الحالات حتى لو تلامس ذلك بالعشق، هنا يدخل لفظ الجلالة لإبراز القوة الأدبية ومحاكاة واقع المحبين وطلبهم الفرج من الله، لاسيما وأن فرض الأمثال على أعمالهم بالطريقة الفنية التي تعطي جانباً آخر لثقافة المبدعين حينذاك

الله أقوى يانصيبي وانا وش بيدي
كل ما عدلت واحد يميل الثاني
ولعوني بالهوى من نهار العيدي
عادت الأعياد تلحق على الشباني


النصيب (الحظ) اسم له أشكال عدة يستخدمه المبدعون بما يتناسب وإبراز هوية المعاناة في قالب القصائد النبطية التي حققت بعد غنائها جماعيا وفرديا تضخيم المعنى وفخامة القصد، مع روحانية الأداء

إن الانطلاق باسم الله يأتي متفاعلا مع خطواتها الفنية الملتزمة بأجراسها الموسيقية لتضع مكانا خاصا رائعا في تاريخ الأغنية الخليجية بعد اندماجها مع لحن (السامر) الآتي من نجد ليقدمها ببطء وتوازن ويعطيها رونقا مميزا، تخدمها في ذلك الألحان التراثية التي تحمل الكثير من التواصل النغمي بين الملحن والشاعر وهي صفة نادرة في هذا الوقت ولذا تجد هناك تواصلاً حسياً يجمع بين المثلث الذي يقدم الأغنية، والسبب قراءة الأجراس الموسيقية ومعرفة الملحن لما يريده الشاعر من كلماته

قيدوني يالله انك تبطل قيدي
وش يفك القيد وش يرضي الزعلاني
من عثر حظه يصير القريب بعيدي
والصديق اللي تبي يستوي قوماني


آه من الحظ .. دائما ما نسمع هذه الشكوى من المحبين، بل من البشر جميعاً، ولكن هذه الشكوى وظفت في القصيدة بشكل مميز يريد منه الشاعر تصوير المعاناة، فهو هنا يتحدث عن القيد وليس هو القيد المعروف ولكنه يتحدث عن الحيرة في استخدام الفكر والحس لقراءة ما يناسب لإرضاء الحبيب؟

ويبرر ذلك بأن (من عثر حظه يصير القريب بعيدي) ولكن يأتي ليرسم الحاضر معلناً أن ما يريده من صديق أصبح يشاهده قوماني (عدو)

كان ما تشفق على عشرتي ياسيدي
يابو شامه لا تشمت بي العدواني
مانفع به كثرة العلم والترديدي
جادل ناشي على الكبر والطغياني
ماهقيت انه بعد ما يطب الميدي
ليلة فاتت جرحني ولا داواني


ليلة فاتت جرحني ولا داواني غريبة تلك الحالات الاستثنائية التي نكتشفها من تراثنا وأعمال المبدعين السابقين، الصيغة الكلامية في الشعر الشعبي تبقى جميلة ومتوارثة لأنها تحتفل بالإحساس العالي ويتميز غالبها بتدوين أجراسها الموسيقية لتكون دليلاً لتقديمها غنائيا في جمل نغمية فلكلورية تتواصل مع الأجيال

(الله أقوى) من الأعمال الكلاسيكية الخالدة في ذاكرتنا نحفظها جيلاً بعد جيل لأن هذه الأغاني هي تاريخنا وعاطفتنا ومعاناتنا، إنها ذهبية مميزة من كلاسيكيات الطرب الأصيل

(الله أقوى) تكريم للفنون الغنائية في الخليج

تحياتي ابا هشام على حسن الاختيار ولك خالص تحياتي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس