عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2010, 11:33 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback مواعظ قيمة ونصائح لكل مسلم وحكم لابن قيم الجوزية


 



مواعظ قيمة ونصائح لكل مسلم وحكم لابن قيم الجوزية

قال ابن الجوزي رحمه الله 0 أيضاً 0 في صيد الخاطر (ص/22)
0 أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة 0 وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة 0
كالفرح بالمال الحرام 0 والتمكُّن من الذنوب 0 ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ 0
0 وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها 0 ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة 0
0 فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ 0 والواعظ متصنِّعٌ بوعظه 0 والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ 0
فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق ؛ اشتغالاً بالخلق 0
ومن خفيِّ عقوباتهم 0 سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد 0
إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات 0 يحفظ الله بهم الأرض 0 بواطنهم كظواهرهم 0 بل أجلى 0 وسرائرهم كعلانيتهم 0 بل أحلى 0 وهممهم عند الثريَّا 0 بل أعلى 0 إنْ عُرِفُوا تنكَّروا 0 وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا 0
0 فالناس في غفلاتهم ، وهم في قطع فلواتهم 0
0 تحبُّهم بقاع الأرض ، وتفرحُ بهم أملاك السماء
قال أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي - رحمه الله - في صيد الخاطر (ص/80-83)
قرأت هذه الآية :
( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به ) 0 فلاحت لي إشارةٌ كدتُ أطيش منها 0
0 وذلك 0 أنه إن كان عني بالآية نفس السمع والبصر 0 فإنَّ السمع آلةٌ لإدراك المسموعات 0 والبصر آلةٌ لإدراك المبصرات ؛ فهما يعرضان ذلك على القلب ، فيتدبَّر ويعتبر .
0 فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصر أوصلا إلى القلب أخبارها من أنها تدلُّ على الخالق 0 وتحمِلُ على طاعة الصانع 0 وتحذِّر من بطشه عند مخالفته 0
0 وإن عنى معنى السمع والبصر فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا 0 شُغلاً بالهوى 0 فيعاقب الإنسان بسلب تلك الآلات ؛ فيرى وكأنه ما رأى ، ويسمع وكأنه ما سمِعَ ، والقلب ذاهلٌ عما يتأدَّب به 0
فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لا يدري ما يُراد به 0 لايؤثر عنده أنه يبلى 0 ولا تنفعه موعظةٌ تجلى 0ولا يدري أين هو ولا ما المراد منه 0 ولا أين يحمل يحملُ 0
0 وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته ، ولا يتفكَّر في خسران آخرته ، لا يعتبر برفيقه ، ولا يتَّعظ بصديقه ولا يتزوَّد لطريقه 0
0 كما قال الشاعر 0
الناس في غفلةٍ والموت يوقظهم ومــا يـفيقون حـتى يـنفد 0 الـعمر
يـشـيِّـعـون أهـالـيـهـم 0 بـحـمـعهم ويـنظرون إلـى مـا فيه قد قُبِروا
ويـرجـعون إلـى أحـلام 0غـفلتهم كـأنهم مـا رأوا شـيئاً ولا 0 نظروا
0 وهذه حال أكثر الناس 0 فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات 0 فإنها أقبح الحالات .انتهى كلامه رحمه الله
قال أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي - رحمه الله - أيضاً في صيد الخاطر (ص/25)
0 تأملت التحاسد بين العلماء فرأيت منشأه من حُبِّ الدنيا 0 فإنَّ علماء الآخرة يتوادُّون و يتحاسدون 0 كما قال الله عزوجل ( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا )
وقال تعالى 0
( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للَّذين آمنوا ) 0
وقد كان أبو الدرداء يدعو كل ليلةٍ لجماعةٍ من أصحابه 0
وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي 0 أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر 0
والأمر الفارق بين الفئتين 0
أنَّ علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها ، ويُحبُّون كثرة الجمع والثناء .
وعلماء الآخرة بمعزلٍ من إيثار ذلك ، وقد كانوا يتخوَّفونه ، ويرحمون من بُلِيَ به .
وكان النخعي لا يستند إلى سارية
وقال علقمة : أكره ان توطأ عقبي
وكان بعضهم إذا جلس إليه أكثر من أربعةٍ قام عنهم
وكانوا يتدافعون الفتوى ، ويحبُّون الخمول .
مثل القوم كمثل راكب البحر ، وقد خبَّ ؛ فعنده شغلٌ إلى أن يوقن بالنجاة .
وإنما كان بعضهم يدعو لبعضٍ ، ويستفيد منه لأنهم ركبٌ تصاحبوا فتوادَّوا .
فالأيَّام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة. انتهى كلامه رحمه الله

 

 

   

رد مع اقتباس