عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2009, 09:19 AM   رقم المشاركة : 1
حديث إن الدين يسر


 

.

*****

‏حدثنا ‏ ‏عبد السلام بن مطهر ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عمر بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏معن بن محمد الغفاري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن الدين يسر ولن ‏ ‏يشاد ‏ ‏الدين أحد إلا ‏ ‏غلبه ‏ ‏فسددوا ‏ ‏وقاربوا ‏ ‏وأبشروا واستعينوا ‏ ‏بالغدوة ‏ ‏والروحة ‏ ‏وشيء من ‏ ‏الدلجة
(صحيح البخاري)
*****

شرح الحديث (فتح الباري)

‏قوله : ( ولن يشاد الدين إلا غلبه )
شاده يشاده مشادة إذا قاواه , والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب . وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة , بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال , أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل , أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة , أو إلى أن خرج الوقت المختار , أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة , وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة , وخير دينكم اليسرة " وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية , فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع , كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعماله إلى حصول الضرر .

‏قوله : ( فسددوا ) ‏
‏أي : الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط , قال أهل اللغة : السداد التوسط في العمل . ‏

‏قوله : ( وقاربوا ) ‏
‏أي : إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه . ‏

‏قوله : ( وأبشروا ) ‏
‏أي : بالثواب على العمل الدائم وإن قل , والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص أجره , وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخيما . ‏

‏قوله : ( واستعينوا بالغدوة ) ‏
‏أي : استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة . والغدوة بالفتح سير أول النهار , وقال الجوهري : ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس . والروحة بالفتح السير بعد الزوال . والدلجة بضم أوله وفتحه وإسكان اللام سير آخر الليل , وقيل سير الليل كله , ولهذا عبر فيه بالتبعيض ; ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار . وهذه الأوقات أطيب أوقات المسافر , وكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه ; لأن المسافر إذا سافر الليل والنهار جميعا عجز وانقطع , وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة . وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة , وأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة .

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس