عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 12:12 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية العضو











عبدالرحمن أبورياح غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالرحمن أبورياح is on a distinguished road

حياتنا بين أمر ونهي: «افعل كذا ولا تفعل كذا».


 

ميناء سواكن

عند وصولنا ميناء سواكن في السودان كان الجميع يتحدث عن مدن وعن أشياء لا أعلمها تحدثوا عن مدينة بورت سودان بقولهم نريد أن نذهب لمدينة «بر السودان» «القطار»

قائلين فيما بينهم «لعلنا نجد «القَطْر» لنركب فيه إلى بورت سودان»، سألتهم عن القطر فلم يجبني أحد وبعد معاناة من البحث عن الإجابة عن هذا القطر لأن الباخرة أحدثت في داخلي زلزالا عنيفا، فقلت لنفسي لعل القطر يكون أقل عنفا من هذا فنتقبلهم أو أكثر عنفا فنستعد له

أخيرا أجابني أحدهم قائلا «عبارة عن غرف تمشي على الحديد» وعندما وصلنا محطة القطار إذا هو بالفعل كما يقولون عبارة عن غرف كثيرة على مسافة طويلة جدا تمشي على حديد لا اخفيك سرا أنني مستسلم لما سأواجه حيث كنت في حينها «مسيرا ولست مخيرا».


صورة قديمة لقطار في السودان

حياتنا بين أمر ونهي: «افعل كذا ولا تفعل كذا».

مدينة بورت سودان


وعندما وصلنا مدينة بورت السودان أو «بر السودان» على قولهم وجدتها مدينة متكاملة شوارع وسيارات ومحال تجارية..
مدينة مكتظة بالناس وبالحركة لقد كانت مستعمرة من الانجليز وكان الناس لهم اسلوب جميل في الحياة
كانت وجهتي لأخي سعيد «يرحمه الله» وهو والد الكابتن طيار كمال الغامدي حيث سينقلني مرافقي إليه،
لقد كانت سعادته كبيرة عندما رآني رغم شدة تعامله وحرصه.

القراءة والكتابة

هناك في بورت سودان أدخلني أخي سعيد للخلوة لأتعلم القراءة والكتابة فقد كانت هي المربع الأول في التعليم بحيث تتعلم العلوم الشرعية والقرآن وهي قريبة من «دكان» محل تجاري لأخي سعيد
وكان عبارة عن حوش به مجموعة من الطلاب يقوم على تدريسهم شخص يدعى «الفقيه» أما الوسائل المستخدمة فهو لوح خشبي يتم حرقه بالنار حتى يصبح املس ونتعلم عليه الكتابة بحيث نكتب الحروف العربية وكانت وسائل التربية هي العصا والسوط
لقد كنت حينها لا أعرف أن أفرق بين الف والباء ولا الدال والذال،
قرأنا في هذه الخلوة لمدة سنة كنت أمشي بين الدكان والخلوة فبعد أن افتح الدكان في الصباح الباكر أقوم بتنظيفه وتجهيزه لاستقبال الزبائن ثم أذهب مسرعا إلى الخلوة عند الفقيه لأتعلم.

لقد عشت في قسوة وشدة وبعد سنة من الدراسة في الخلوة دخلت المدرسة النظامية
وكانت عبارة عن مدرسة أجنبيه تمولها الحكومة الإنجليزية وتقوم بتدريس اللغة العربية والانجليزية في آن واحد
حيث درست فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية درسنا التاريخ والجغرافيا.. تاريخ مصر والسودان.


لقد كانت اياما صعبة ومثيرة غبت عنها فترة طويلة وعند عودتي أبلغوها انني قادم ثم قالوا لها نريدك أن تتعرفي على ابنك من بين القادمين من السفر
فردت عليهم بلغة مليئة بالثقة «هو الذي يجب أن يعرفني وعليه أن يأتي إلي».

 

 

   

رد مع اقتباس