عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008, 07:06 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الجولة الرابعة

مع الخائف الوجل

يقول عبد الله سمعت أبي يقول :

" وددت أني نجوت من هذا الأمر كفافاً لا لي ولا عليّ "

هذا الذي كان طاهر النفس ، نقي النشأة ، حافظاً لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام

كان يعلم ويوقن عظمة المهمة والواجب الملقى على عاتقه ،

ويعلم قصور العبد وقلة حيلته ويعلم عظمة الرب وعدم القدرة

على إيفاء حقه سبحانه وتعالى، فيقول :

" وددت لو أني نجوت كفافاً لا لي ولا علي "

وكان إذا دعا له رجل يقول :

" الأعمال بخواتيمها " .

وكثيراً ما كان يُسمع منه قول

" اللهم سلم سلم " .

لأن القلوب الخائفة الوجلة مهما عملت ؛ فإنها تبقى على وجل من عدم القبول

أو على وجل من أن تكون الأعمال دون الواجبات المطلوبة ،

ودون المنزلة المرجوة ، ولذلك كما قال الله عز وجل :

{ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم الى ربهم راجعون } .

لما سألت عائشة رضي الله عنها قالت :يا رسول الله الرجل يصلي ويصوم ويتصدق

الرجل يشرب الخمر ويزني ، ثم يخاف ؟! قال :

( لا يابنة الصديق ! ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخشى أن لا يقبل منه ).

إذاً هذا حال أهل الإيمان كما ذكر الحسن البصري رحمة الله عليه عندما قال :

" لـقـد لقيت أقواماً هم أخوف منكم أن لا تقبل حسناتهم من خوفكم أن تحاسبوا على سيئاتكم " .

فهم في خوف عظيم أكثر من خوفنا من سيئاتنا ،

وخوفهم أعظم ولكن ليس من السيئات ولكنه من خوف عدم قبول الحسنات،

وهذا لا يكون الا مع عظمة الإيمان وإستحضار عظمة الله - عز وجل - وفهم الحق الواجب له سبحانه وتعالى .

ولذلك لما سئل الإمام أحمد : كيف أصبحت ؟

قال مقالة عجيبة فريدة تدل على عظيم ما كان يفقه من دين الله وما يحمل من أمر الله . قال :

" كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرائض ،

ورسوله يطالبه بأداء السنة ،

والملكان يطالبانه بتصحيح العمل ، ونفسه تطالبه بهداها ،

وإبليس يطالبه بالفحشاء ،

وملك الموت يطالبه بقبض روحه ،

وعياله يطالبونه بالنفقه ؟
" .

كلها أمور يحتاج الإنسان فيها إلى مجاهدة وإستقامة

على أمر الله - عز وجل - إتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

تحرياً للإخلاص وصدق التوجه لله عز وجل،

براءة من شهوات النفس ومجاهدة لها ،

ومحاربة لإغواء الشيطان وتزيينه ،

وفوق ذلك كله انتظار الموت على وجل وخوف، ولذلك كان - رحمة الله عليه -

مع ما كان له من قدم سابقة في العلم والعمل كان دائماً يستحضرعظمه الله عز وجل .

 

 

   

رد مع اقتباس