عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2008, 10:16 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الاقتصاد في قراءة القرآن

هل يمكن أن نطالَب بالاقتصاد في قراءة القرآن،
مع هذا الأجر العظيم في قراءته،
وأن لك بكل حرف عشرَ حسنات، إلى أضعاف كثيرة؟!
الجواب نجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ،
فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ -أي زوجة ابنه- فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا،
فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا،
وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ، فَ
لَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: ((الْقَنِي بِهِ))
فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فَقَالَ:
((كَيْفَ تَصُومُ؟))
قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: ((وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟))
قَالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ:
((صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ))
قَالَ قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ،
قَالَ: ((صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ)) -أي في الأسبوع- قُلْتُ:
أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ،
قَالَ: ((أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ، وَصُمْ يَوْمًا)) قَالَ قُلْتُ:
أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ:
((صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ،
وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً
))
رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية عند مسلم، قَالَ:
((وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ))
قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ:
((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ))
قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ:
((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ))
قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ:
((فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ؛
فَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا
)).
وعن أبي موسى الأشعري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم،
وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه,
وإكرام ذي السلطان المقسط
))(19
فقوله: ((غير الغالي فيه والجافي عنه)):
أي الذي سلك السبيل الوسط في التعامل مع القرآن؛
فلم يعرض عنه بالكلية،
ولم يغل في قراءته والتنطع في مخارج حروفه،
والانشغال بذلك عن العمل به،
ولم يغل في العمل بما فيه، ويتكلف ويشدد على نفسه.
وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزبون القرآن
فيقرؤونه في كل أسبوع مرة،
وكانوا يستحبون أن يُقرأ القرآن من أسبوع إلى شهر،
أي لا يستعجل في قراءته فيقرأه في أقل من أسبوع،
ولا يهمل فيتركه أكثر من شهر(20).
ولهذا لما ذكر الذهبي في السير أن أبا بكر بن عياش
قد مكث نحوًا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة،
قال: وهذه عبادة يخضع لها،
ولكن متابعة السنة أولى،

فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث،
وقال: ((لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث))(21).
وهكذا ما يروى عن عثمان بن عفان أن قرأ القرآن في ركعة؛
وكذا عدد من التابعين كانوا يختمون في كل يوم،
وبعضهم ربما ختم أكثر من مرة، فهؤلاء لهم أحوال خاصة بهم،
ثم إن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أولى من سنة غيره،
ولا يجوز أن نعارض سنة النبي صلى الله عليه وسلم
بسنة غيره من الناس.
والمقصود من الاقتصاد في القراءة
ليحصل للقارئ تدبر وتفكر فيما يقرأ.

-------------
(19) رواه أبو داود، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: بإسناد جيد.
(20) انظر: مجموع الفتاوى (13/405- 407).
(21) سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي بكر بن عياش.


 

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز بن شويل ; 03-07-2008 الساعة 10:19 PM.

   

رد مع اقتباس