عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2012, 10:37 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

قصيدة جدا رائعة خوي نايف الساحة

واليك هذه القصيدة انزار وهي تمل نفس العنوان


صباح الخير … يا حلوة …

صباح الخير … يا قديستي الحلوة

مضى عامان يا أمي

على الولد الذي أبحر

برحلته الخرافية

وخبأ في حقائبه …

صباح بلاده الأخضر

وأنجمها، وانهرها، وكل شقيقها الأحمر

وخبأ في ملابسه

طرابيناً من النعناع والزعتر

وليلكةً دمشقيةً …

* * * *

2

أنا وحدي …

دخان سجائري يضجر

ومني مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ …

تفتش – بعدُ – عن بيدر

عرفت نساء أوروبا …

عرفت عواطف الإسمنت والخشب

عرفت حضارة التعب …

وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر

ولم أعثر …

على امرأة تمشط شعري الأشقر

وتحمل في حقيبتها …

إليَّ عرائس السكر

وتكسوني إذا أعرى

أيا أمي …

أيا أمي …

أنا الولد الذي أبحر

ولا زالت بخاطره …

تعيش عروسة السكر

فكيف … فكيف يا أمي

غدوت أباً …

ولم أكبر …

* * * * *

3

صباح الخير، من مدريد

ما أخبارها الفلة ؟

بها أوصيك يا أماه …

تلك الطفلة الطفلة

فقد كانت أحب حبيبة لأبي …

يدللها كطفلته

ويدعوها إلى فنجان قهوته

ويسقيها …

ويطعمها …

ويغمرها برحمته …

… ومات أبي

ولا زالت تعيش بحلم عودته

وتبحث عنه في أرجاء غرفته

وتسأل عن عباءته …

وتسأل عن جريدته …

وتسأل - حين يأتي الصيف –

عن فيروز عينيه …

لتنثر فوق كفيه …

دنانيراً من الذهب …

* * * * *

4

سلاماتٌ .

سلاماتٌ .

إلى بيت سقانا الحب والرحمة

إلى أزهارك البيضاء … فرحة (ساحة النجمة)

إلى تختي …

إلى كتبي …

إلى أطفال حارتنا …

وحيطان ملأناها …

بفوضى من كتابتنا …

إلى قطط كسولات

تنام على مشارفنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شباك جارتنا

مضى عامان … يا أمي

ووجه دمشقَ،

عصفور يخربش في جوانحنا

يعض على ستائرنا …

وينقرنا …

برفق من أصابعنا …

مضى عامان … يا أمي

وليل دمشقَ

فلُّ دمشقَ

تسكن في خواطرنا

مآذنها … تضيئ على مراكبنا

كأنَّ مىذن الأموي …

قد زرعت بداخلنا …

كأنَّ مشاتل التفاح …

تعبق في ضمائرنا

كأنَّ الضوء والأحجار

جاءت كلها معنا …

5

أتى أيلول أماه …

وجاء الحزن يحمل لي هداياه

ويترك عند نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلول … أين دمشق ؟

أين أبي وعيناه

وأين حرير نظرته ؟

وأين عبير قهوته ؟

سقى الرحمن مثواه .

وأين رحاب منزلنا الكبير …

وأين نعماه ؟

وأين مدارج الشمشير …

تضحك في زواياه

وأين طفولتي فيه ؟

أجرجر ذيل قطته

وآكل من عريشته

وأقطف من (بنفشاه).

دمشق . دمشق .

يا شعراً

على حدقات أعيننا كتبناه

ويا طفلاً جميلاً …

من ضفائره صلبناه

جثونا عند ركبته …

وذبنا في محبته

إلى أنْ في محبتنا قتلناه

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس