مرّة أخرى مع الشاعر أحمد بن شبّاب ولكن مع رائعته والشاعر الكبير عيظه بن طوير أقف برهة .
لايمكن لي أن أغادر أحمد بن شباب إلى شاعر آخر قبل أن أورد له هذه الرائعة مع الشاعر الكبير عيظه بن طوير .
أقف عند بدع هذه القصيدة بالذات لأحمد بن شباب وأعتبره عندما نطق به أشعر شعراء غامد وزهران لقوة الشقر فيه وحلاوته وأثني في نفس الوقت على الردّ وأشيد بكل فخر وإعجاب على الشاعر الكبير عيظه بن طوير .
أحمد بن شباب في هذه القصيدة شاعر بدع بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى ، والبدع في نظري عند أيّ قصيدة هو عماد نجاحها وطريق شهرتها ، يذكرني شاعر البدع دائما بلاعب الكرة الطائرة عندما يرفع كرته بكل اتقان وودراية فيمكّن صاحبه من إعادة كبسها بكل قوة وهو في غاية الارتياح ، البدع في نظري أقوى وأصعب من الردّ ، في البدع على الشاعر أن يتقن معنى يظهره لعامة الناس وعليه في نفس الوقت أن يمهّد لمعنى آخر يطلبه بذاته ولكن على لسان شاعر الردّ .
وبن شباب في القصيدة التالية يحكم البدع فيأتي الردّ من صاحبه الشاعر الكبير عييظه بن طوير بكل أريحية وفنّ وإبداع .
البدع أحمد بن شباب :
ابن شبّاب قال اتعب لحبْك البيوت المنظماه
عصب الكفّ ما يفرق ولا احدن يقول انّي لحالي
رايت العين من عسرن ويسرن وفرق وولف رات
كم لي اقرا جبال التّهم من هولها واقرا حماها
من عصارة فِكِرْ واللي يصرّف جنيهن يشر به
لو تخيّل من ايعارض سهوم المنايا عزّرت به
الله يا جَسْرَها ما تاكل إلا جنوب العزّ لي
وانا ما همّني ميراد جمّ القصايد واعتزاله
همّني بيت شعرن من قصف الرعد وغزير ما
ترجع الارض من سيله وتثمر غروسه وانحنا احيا
ما ترى الموت يفلي في كبود الحيا وافلا نعاش
ولا تصل مخلب الفتنه ولا تصْلَ حد انيابها
الردّ من عيضه بن طوير
ابن منصور يقل مدري متى القلب يروى من ظماه
ودّي أورد لنهر النيل يوم إن نهر النيل حالي
وان تجنّبت نهر النيل عرّضت دجله والفرات
والبيَر عندنا ما الذّ من شربها واقراح ماها
والبدن ما يليق الا بقوتن وماين يشربه
واش يكلفني انزل عن مقامي وانا في عزّ رتبه
والمعالي سكنّا في ذراها وتاج العزّ لي
وان تعزويت يوم الضيق جنّب لرجلن يعتزا له
والجبل يتعب الرامي ولا كلّ من يغزي رما
وصديقي بعد طال العمر ودْ ازوره وانحن احيا
قبل يقلون مات افلان من علّته وافلان عاش
والقطيعه وفرق الشمل ما تصلح الدنيا بها
دمتم في رعاية الرحمن