عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2008, 02:02 PM   رقم المشاركة : 1
تأملات في سورة القدر


 




ما أجمل أن يعيش المسلم بين الحين والآخر ...

بل في كل حين تحت ظلال آيات الله عز وجل ،

يرتشف من معينها ، ويستضيء بنورها ، وينهل من علومها ،

كل ذلك ليصل إلى السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة ،

فإنه لا سعادة البته إلا عن طريق القرآن ، والعمل بمقتضاه .

وها هي أخي القارئ تأملات سريعة في " سورة القدر "

أضعها بين يديك ، سائلا الله التوفيق والنفع للجميع .

وما هذه التأملات إلا ثمرة وترتيب لما ذكره أهل العلم

عند هذه السورة .

المعنى العام للآيات

يخبر الله سبحانه وتعالى في مطلع هذه السورة

والقرآن كله عظيم خبرا مؤكدا بحرف التوكيد

" إن " ،

أنه قد أنزل القآن الكريم في ظرف زماني محدد ،

هو شهر رمضان كما قال تعالى :

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ

( البقرة : 185 ) ،

وبالتحديد في ليلة القدر من هذا الشهر .

وقد كان للقرآن إنزالان :

الأول : إنزاله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ،

وكان هذا في ليلة القدر .


الثاني : إنزاله منجما على رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، ومفرقا على حسب الأحداث والوقائع ،

وكان ابتداء هذا الإنزال في ليلة القدر كذلك .

ومثل هذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنه ،

رواه الطبري في تفسيره بإسناده عنه .

ثم يأتي السياق القرآني بعد ذلك مستفهما

ومتسائلا عن حقيقة هذه الليلة ،

بأسلوب يفيد التعظيم والتفخيم ،

ويثير الشوق إلى معرفة معلومات عن هذه الليلة

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ

( القدر : 2 ) .

ثم يبدأ بعد ذلك الإبهام

لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ

( القدر : 3 )

فهي ليلة عظيمة ، العمل الصالح فيها

( إذا تقبله الله برحمته وفضله )

خير من العمل في ألف شهر ليست فيه هذه الليلة ،

فالحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ،

وتتابع نعمه .


تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

( القدر : 4 )

فمن فضائل هذه الليلة ،

كثرة نزول الملائكة ،

وفي مقدمتهم جبريل عليه وعليهم السلام ،

محملين بالسلام والخير الذي أذن وأمر الله الكريم به .

ثم يختم الله عز وجل أوصاف هذه الليلة بقوله

سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ

( القدر : 5 ) ،

فهي سلام من الشرور ،

وسلام من الآثام ، وسلام من عقاب الله ،

وأمان من غضبه لكل أحد من الله عليه ب

فهم حقيقة هذه النفحة الإلهية ،

وعظم هذه المنحة الربانية ، فستغلها حق الاستغلال ،

بكثرة العمل الصالح وإتقانه ،

وتتابع فعل الخير وإحسانه ،

وخاصة قراءة وتدبر القرآن الذي أنزل في مثل هذا الشهر ،

ومثل هذه الليلة .

 

 

   

رد مع اقتباس