عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2008, 02:17 PM   رقم المشاركة : 3

 


لطائف لغوية :

أَنزَلْنَاهُ

( القدر : 1 )

جيء بضمير الغيبة هنا ، تعظيما لشأن القرآن وعلو قدره ،

وإيماء إلى أنه حاضر في أذهان المسلمين لشدة إقبالهم عليه ،

فكون الضمير دون سبق معاد ، إيماء إلى شهرته بينهم .

ويقول ابن عاشور رحمه الله تعالى في لفتة جميلة :

ومن تسديد ترتيب المصحف أن وضعت سورة القدر

عقب سورة العلق ،

مع أنها أقل عدد آيات من سورة البينة وسور بعدها ،

كأنه إيماء إلى أن الضمير في

أَنزَلْنَاهُ

( القدر : 1 )

يعود إلى القرآن الذي ابتدئ نزوله بسورة العلق .

أَنزَلْنَاهُ

( القدر : 1 )

لضمير المتصل في " إنا " وفي أنزلناه مستعمل للجمع

والتعظيم ومثلها " نحن " كما في قوله

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ

( الحجر : 9 )

والمراد بهما هنا التعظيم قطعا لا ستحالة التعدد

أو إرادة معنى الجمع .

وقد صرح الله في موضع آخر باللفظ الصريح في قوله :

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ

( الزمر : 23 ) .

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ

( القدر : 2 ) .

هذا أسلوب من أعظم وأجمل أساليب القرآن في تعظيم الأمر

وتفخيمه ، والتشويق إليه ، وهو هنا تنويه بطريق الإبهام ،

يراد به أن إدراك كنه هذه الليلة ليس بالسهل ،

لما ينطوي عليه من الفضائل الجمة .

ومثل هذا في إرادة تعظيم الأمر وتهويله قوله تعالى :

وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ

يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ

وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ

وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ

ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ


( الانفطار : 14-18 )

وقوله تعالى :

الْقَارِعَةُ

مَا القَارِعَةُ

وَمَا أَدْرَاكَ مَا القَارِعَةُ


( القارعة : 1-3 )

وغيرها في كثير من القرآن الكريم .

 

 

   

رد مع اقتباس