عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2008, 07:10 PM   رقم المشاركة : 3

 


الجولة الثانية

طلب العلم

وقد بدأ يطلب العلم فكان له سمت فريد وصفة عجيبة في كمال التوقير لأهل العلم من مشايخه

ومن ذلك ما رواه عمرو الناقد قال :

كنا عند وكيع وجاء الإمام أحمد بن حنبل فجعل وكيع يصف من تواضعه ويثني عليه،

ويكرمه إكراماًَ عجيباً لما له من منزلة ونجابة كان يعرفها الناس فيه وهو صغير،


قال : فقلنا له يا أبا عبد الله إن الشيخ يكرمك فمالك لا تتكلم ؟!

قال :وإن كان يكرمني فينبغي أن أجلّه .

فجعل هذا الإكرام عليه من الحياء ما ألجم لسانه ؛

حتى يجل شيخه ولا يجاريه ، فيصبح مثله في المنزلة وإن كان قد أفاض في مدحه وثنائه.

وقد قال قتيبه بن سعيد وهو من شيوخه :

قدمت الى بغداد وما كانت لي من همة إلا أن أرى أحمد بن حنبل ،

فإذا هو قد جاءني مع يحيى بن معين فتذاكرنا وقام أحمد بن حنبل وجلس بين يدي،

فقلت : يا أبا عبد الله اجلس مكانك فقال : لا تشتغل بي إنما أريد أن آخذ العلم على وجهه .

بعد اللقاء والسلام جلس بين يديه جلسة الطالب مع أستاذه وكان قتيبة يجله فقال :

مكانك يا أبا عبد الله قال : لا تشتغل بي إني أريد أنأخذ العلم على وجهه ..،

وبعضنا في هذه الأزمان التي قل فيها مراعاة الأدب إذا أثنى عليه أستاذه فاعطاه كلمة رد عليه بكلمة،

فإذا وضع يده على ظهره مكرماً أو مبجلاً ربما فعل مثل فعل شيخه أو أستاذه،

مما يدل على أن قضية الأدب والتوقير ليست على الصورة المطلوبة

وهذه دروس نقتبسها من الإمام رحمة الله عليه .

وقال إسحاق الشهيد : كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند الى منارة المسجد

فيقف بين يديه علي بن المديني - إمام أهل النقد والجرح والتعديل وشيخ الإمام البخاري -

فيقف بين يديه علي بن المديني والشاذكوني وعمرو بن علي وأحمد بن حنبل ويحي بن معين وغيرهم

يستمعون الحديث وهم قيام على أرجلهم حتى تحين صلاة المغرب لا يقول لأحد منهم اجلس ولا يجلسون هيبة له .

لم يذكروا الجلوس ولا يأمرهم به ولا يجلسون هيبة له ولا يطلبون منه ذلك،

قد يقول قائل : في ذلك مبالغة،

وأقول : لا يجتمع أمثال هؤلاء على مثل هذه المبالغات تنطعاً أو تكلفاً ،

ولكنها سجية التوقير غرست في نفوسهم ،

والتعظيم للعلم ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال أحمد بن سعيد الرازي :

" ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولا أعلم من فقهه ومعانيه من أبي عبد الله أحمد بن حنبل
" .

وتأمل هنا قال :

ما رأيت أحفظ ولا أعلم بفقهه ومعانيه،

الخلاصة الجوهرية العلم السلوكي التربية الإيمانية قد إقتبسها الإمام أحمد مع الحفظ رحمة الله عليه .


 

 

   

رد مع اقتباس