عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2008, 08:28 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الجولة الخامسة

مع الرجل الوقور

فقد كان - رحمة الله عليه - مع خوفه لله عز وجل ،

ومع حسن تعامله مع الناس وقوراً يهابه الناس لما له من الوقار بالعلم والصلاح والتقوى لله عزو جل،

حتى إن شيوخه وأهل العلم والتقوى وأهل الإمامة في الدين كانوا يراعون الإمام أحمد ويهابونه ويوقرونه،

فهذا يزيد بن هارون - وهو من أعظم شيوخه ومن كبار أهل العلم - قال أحد تلاميذه :

كنا في مجلس يزيد بن هارون فمزح يزيد مع مستمليه الذي يمليه الحديث ،

فتنحنح أحمد بن حنبل فضرب يزيد على خده كالمتأسف ،

وقال : ألا أعلمتموني أن أحمد ها هنا حتى لا أمزح .

كان الموقف في مقام مجلس الحديث تبسّط يسير،

لكن الإمام أحمد كان أشد وأعظم توقيراً لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وللعلم وأكثر هيبة في قلوب الناس،

حتى إن الشيخ قال :

لو أعلمتموني حتى لا أمزح بحضوره .

وعن أحمد بن شيبان قال :

" ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيماً منه لأحمد بن حنبل ،

ولا رأيته لأحدٍ أشد إكراماً له إكرامه لأحمد بن حنبل
" ،

وكان يوقر الإمام أحمد ولا يمازحه أبداً .

وقال أحدهم :

" كنا عند إسماعيل بن علية فتكلم إنسان فضحك بعضنا ،

وثمّ أحمد بن حنبل - أي جالس معهم -

فأتينا إسماعيل بعد ذلك فوجدناه غضبان فقال :

أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل !! " ،

من شدة هيبته ووقاره رحمة الله عليه .

وهناك قصة لطيفة تدل على هذا المعنى ،

وتدل على سمت الإمام - رحمة الله عليه - يقول أحمد بن منصور يقول :

صحبت الإمام أحمد ويحيى بن معين ، وكنت خادماً لهما في طلب الحديث عن عبد الرزاق ،

ولما رجعا ذهبا الى أبي نعيم ، فقال ابن معين :

نريد ان نختبر أبا نعيم وحفظه، فقال له الإمام أحمد : لا تفعل ؛

فإنه حافظ ثقة ، قال : لا بد لي من ذلك ،

فعمد إلى ثلاثين حديثاً وجعل في كل عشرة منها حديث ليس من حديث أبي نعيم ،

ثم ذهب الثلاثة إليه فخرج إليهم ، وجلس معهم على دكة طين قريباً من بيته ،

فجعل يقرأ عليه الأول أحاديثه ، فلما جاء إلى الحديث المغلوط رفسه برجله أو قال :

هذا ليس من حديثي ! ثم الثاني فلما جاء الى الحديث المغلوط قال :

ليس من حديثي ! ثم الثالث ذكر العشرة أحاديث، فقال :

هذا ليس من حديثي ! ثم التفت بعد ذلك إلى الثلاثة،

وقال موجهاً حديثه إلى الإمام أحمد :

أما هذا - أي الإمام أحمد - فأورع من أن يفعل هذا،

و أما هذا - يعني أحمد بن منصور - فأقل من أن يفعل هذا - يعني لا يعرف مثل هذه الأمور -

وما فعلها غيرك يا فاعل ، ثم رفسة حتى أسقطه من الدكة،

قال الامام أحمد لما انصرفوا : ألم أمنعك من الرجل ،

وأقل لك إنه ثبت، قال : والله لرفسته أحب الي من سفري .

وهذا من لطائف المحدثين .

عندما تحقق للإمام أحمد هذ الجوانب كلها ورع في الصبا

وأدب في العلم ووقار في الرجوله وحسن تعامل مع الأصدقاء والقرناء

صار حينئذ إماماً وقدوة فنمضي معه وهو قدوة الأئمة أو هو الإمام القمة .

 

 

   

رد مع اقتباس