عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2008, 10:39 PM   رقم المشاركة : 9

 



الجولة السادسة

قدوة الأئمة إمام القمة

فنرى أن المقتدى به من الأئمة يقتدون بالإمام أحمد

وان المعظَّمين لعلمهم وفضلهم إذا هم يعظمون الإمام أحمد - رحمة الله عليه -

فهذا علي بن عبد الله بن جعفر يقول :

" أعرف أبا عبد الله منذ خمسين سنة يزداد خيراً في كل عام " .

في كل عام وهو يزداد خمسون سنة وهو في زيادة،

لو تصور الإنسان أنه خلال خمسين يوم فقط يزيد في كل يوم عمل من أعمال الخير،

لا شك أنه سيأتي بعد هذه الأيام الخمسين ويرى تحولاً كبيراً في حياته،

لو قلنا أنه كان مثلا يقرأ صفحة في اليوم من كتاب الله عز وجل فإذا بلغ الخمسين يوماً

سيكون يقرأ في اليوم خمسين صفحة،

وسيرى أنه قد بلغ مبلغاً عظيماً وهذا يزداد في كل يوم عبر خمسين سنة

خيراً مطلقاً من علم وعبادة وزهد وتقوى وورع وحفظ وجهاد ومصابرة،

فهذا لا شك أن هذا سيجعله من المقدمين بين أهل العلم والمقتدى به .

ويحيى بن معاذ يقول :

" أراد الناس أن أكون مثل أحمد بن حنبل ثم يقول لا والله لا أكون مثل أحمد أبداً " ،

لا يعني أنه لا يريد ، ولكنه يقول أنه لا يطيق ؛ لأن الإمام أحمد قد بلغ منزلة عظيمة في كل باب من أبواب الخير ،

حتى انقطعت دون الإقتداء به والإقتباس بفعله الرقاب .

وبشر بن الحارث ممن كان من قرناء الإمام أحمد ذكر عنه كثير من الأقوال

التي تبين تبجيله وتوقيره للإمام أحمد وإبراز إمامته على الأئمة،

فها هو يقول عندما ابتلي الإمام أحمد بالمحنة وثبت فيها يقول بشر :

" إن هذا الرجل قام اليوم بأمر عجز عنه الخلق

أرجو أن يكون ممن نفعه الله بالعلم
" .

وقال أيضاً :

" أحمد إمام من أئمة المسلمين " .

ثم لما جاءوا وقالوا له : أنت تقول بقول أحمد فلماذا لا تعلن قولك وتقف موقفه ؟

فقال : " أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء ؟! إن أحمد قام مقام الأنبياء " .

ولما بلغه أن الإمام أحمد ضرب بالسياط ،

خاطب ساقه قائلاً : " ما أقبح هذا الساق ألا يكون فيها القيد ! " ،

نصرة لهذا الرجل .

وأبو زرعه جمع لنا هذا كله في كلمات وجيزه عندما قال :

" ما رأت عيني مثل الإمام أحمد " .

وكان الإمام البويتي - رحمة الله عليه - وهو من تلامذة الشافعي سجن في المحنة

كتب من سجنه وقال في كتابه :

" إن لأرجو أن يجزي الله - عز وجل - أجر كل ممتنع في هذه المسألة لسيدنا الذي ببغداد

يعني الإمام أحمد " ،

هو المقدم السيد المبجل في هذا الأمر فكل من وقف وقفه أو جزء مما فعل الإمام أحمد فانما كان يقتدى به .

ولذلك قال بشر في مفاضلة بين الإمام أحمد وسفيان أفاض فيها ثم قال:

" أحمد عندنا أمتحن في السراء والضراء ، وتداولته أربعة خلفاء بعضم بالضراء ،

وبعضهم بالسراء فكان فيها مستعصماً بالله عز وجل
" ..

تداوله المأمون والمعتصم والواثق بعضهم بالضرب والحبس ، وبعضهم بإخافة وترهيب ،

فما كان في هذه الحال إلا سليم الدين غير تارك له من أجل ضرب ولا حبس ،

ثم أمتحن أيام المتوكل بالتكريم والتعظيم فبسطت الدنيا عليه ،

فما ركن إليها ولا انتقل عن حاله الأول ، رغبة في الدنيا ولا رغبة في الذكر ،

وهذا هو الثبات العظيم الذي تميز به الإمام أحمد رحمة الله عليه .

ومن لطائف ما كان يدل على توقير وتعظيم الأئمة له أن حجاجا الشاعر وكان من المحدثين أيضاً يقول :

كنت أكون عند الإمام أحمد فانصرف في الليل أي من بيته فاذكره في الطريق فأبكي .

فهذا كلام الأئمة في إمام كأنه كان بينهم إمام الأئمة رحمة الله عليه .


 

 

   

رد مع اقتباس