حياك الله يا ابا هشام وحيا ما جيت به .
عند تأملي لما تفضلت به من سرد هذه القصة الهادفة والصفحة المشرفة من ماضي اسلافنا مشايخ وادي العلي قارنته بما نحن فيه من نعم لا تحصى ولا تعد ولله الحمد والمنة .
وكأني بذلك الرجل المحتاج وهو ينتقل من واحد إلى آخر ليحصل على رزقه وكأنني انظر إليه وهو منطلق من منزل سعيد بن قسقس متجه إلى قرية رحبان ويسأل عن بيت ابو عفلة ليحظى بمقابلة الشيخ بن صقر عنده وكأنني اسمعه وهو يرتب كلمات تعبر عن حاله فتارة ينظم علاّمة وتارة ينظم شعرا فما كان منه الا ان اختار هذه الحدوّة :
ياسلامي يا ولد بن صقرا....... يامثني كل جاحدة
والله اني جيتكم من شبرا ....... هب لنا من العشر واحدة
فحققت هدفه ونال بغيته ، ورغم حاجته وانه عابر سبيل ومحتاج وفقير فهو من اهل الزكاة الثمانية الذين حددهم الله سبحانه في محكم كتابه حيث قال :
{إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} التوبة الآية 60
لكنهما لم يعطياه منها لانهما مكلفان بجمعها وتسليمها للخراص ولا يحق لهما توزيعها على مستحقيها ولهذا اعطيا السائل من مالهما وليس من الزكاة .
ما اعظم تلك النفوس رحمهم الله جميعا .
شكرا لك يا ابا هشام وكلمات الشكر لا تفيك حقك وفقك الله وجزاك عنا خيرا .