عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2012, 07:59 AM   رقم المشاركة : 1168
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية العضو

مزاجي:










مشرف عام3 غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

الأستاذان الفاضلان

عبدالحميد بن حسن

نايف بن عوضة

ممتن لقامتيكما هذا المرور الثرّ
ولاتبخلا بذكرياتكما عن تلكما المدينة الغالية
مصيفنا الأول ومهوى أفئدتنا الأجمل
الطائف

دمتما بود ونقاء قلب

والآن نواصل معكم آخر ماكتبه عديل السالمي
عن ذكريات الطائف في التسعينات الهجرية

(10)


مرت على الطائف أحداثا مهمة تميزت بها عن باقي مدن المملكة فأول مؤتمر كبير وعلى مستوى رؤساء الدول يعقد في المملكة عقد في الطائف ألا وهو مؤتمر القمة الإسلامي الذي كانت جلسته الافتتاحية في مكة

المكرمة في بيت الله الحرام أما باقي جلسات الأعمال فكانت في الطائف وذلك عام 1401 هجرية وعقدت جلسات المؤتمر في قصر المؤتمرات الذي أنشئ خصيصا وبسرعة قياسية في الطائف في حي معشي وأذكر

أني كنت وقتها في المرحلة الثانوية وشارك الكثير من الطلاب في الوقوف على طريق المؤتمرات والترحيب برؤساء الدول الإسلامية والتلويح بالأعلام تحية لهم واذكر كيف انقلبت الطائف إلى اللون الأبيض عندما

صبغت المباني التي تطل على الشوارع الرئيسية باللون الأبيض وكانت فترة تردد اسم الطائف فيها في جميع إذاعات العالم وكنت احس بالفخر عندما استمع لإذاعة مونت كارلو التي كان لها شأن في ذلك الوقت واسمع

إسم الطائف يتردد كثيرا فيها ومن الأحداث المهمة أيضا وفود الحكومة الكويتية وأمير الكويت إلى الطائف والسكن في فندق شيراتون الهدى أثناء أزمة احتلال الكويت من قبل العراق وأذكر انه تردد في ذلك الوقت

احتمال تعرض الطائف لصواريخ صدام عن طريق السودان وأثار ذلك الأمر بلبلة لدى سكان الطائف ولكن الحمد لله مرت تلك الأزمة على خير ، وحدث آخر مهم تبع ذلك وهو انعقاد مؤتمر المصالحة للفرقاء اللبنانيين

في قصر المؤتمرات في الطائف وخروج إتفاق الطائف الشهير الذي لا زال قائما حتى الآن ولو أنه تم التعديل على بعض بنوده في مؤتمر الدوحة -ثم انعقاد مؤتمرا للأفغان لبحث المشكلة الأفغانية في الطائف وبعد كل

هذا الزخم تتعرض الطائف للنسيان بل وللتنكر والتنقيص بها من البعض وتهميش دور الطائف كمدينة عريقة ذات تاريخ قريب وبعيد فسبحان الذي يغير ولا يتغير .


(11)


الطائف مليئة بأماكن للنزهة ولعل منها الهدى والشفا والردف والقديرة و سيسد وسد عكرمة وليا وجبرة والوهط والوهيط وغدير البنات وسأركز على الأخير وهذا الغدير يقع بعد الردف وهو الآن جاف ولكن مرت

عليه أياما كثيرة وهو ملئ بالماء ومزدحم بالمتنزهين والجلوس بعد العصر على حافة الغدير والأطيار والأشجار تحيط به لهو من المناظر الخلابة التي كنا نستمتع بها حتى وقت قريب ولكن بعد سنوات الجفاف وشح

المطر صار الغدير كئيبا مليئا بالقرود المؤذية وأهمل تماما من قبل البلدية وهو لو لقي العناية المناسبة وفكرت البلدية بمشروع لعمل بحيرة صناعية هناك تملأ بالماء الذي يمكن توفيره من السد القريب لو كان هناك

نظام تخزين فعال - اذكر اني كنت اذهب كثيرا للردف والغدير عند تتالي الأمطار وامتلاء الغدير وخصوصا عندما كنت في المرحلة الجامعية وأذكر أني كتبت محاولة شعرية ساذجة في تلك الأيام أيام المشاعر الملتهبة

والرومانسية وهذه بعض الأبيات التي اعرف أنها مكسورة


ومجرد محاولة فخذوها على عللها
يالهذه الأطيار ماتريد من الغدير
تهوي مسرعة فقدت المسير
ولكن يالجمالها حين تحط أو تطير
وتلك الشجيرات مائلة على الغدير
وكأني بها بالغدير تستجير
أو تشكو إليه ما الم بها من حر الهجير
كلمات خطرت في البال في جلسة هادئة وقت الأصيل عند غدير البنات لن انسي الغدير ولن انسي الطائف مرتع الصبا وموئل الذكريات
ومن أماكن النزهة في الطائف التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس أهلها القديرة وهي منطقة فسيحة على طريق السيل بها بعض الجبال قليلة الإرتفاع وكان الأهالي والمصطافين يخرجون إليها عصرا ويبسطوا

فرشهم عند سفوح الجبال ليستفيدوا من ظلها وفي نفس الوقت يقوم بالانطلاق إلى الصخرة الشهيرة المعروفة بإسم الزحليقة وهي صخرة عجيبة منحدرة انحدار تدريجي بحيث أصبحت مكانا نموذحيا للأطفال كي يذهبوا

إلى أعلى الصخرة وينزلقوا إلى أسفلها (يتزحلقوا) وتمتد مسافة التزلج إلى مسافة خمسة أو ستة أمتار تقريبا وكم كنا نحن الأطفال نجد متعة في التزحلق على هذه الصخرة مالا نجده في أي زحليقة صناعية وكانت

صخرة الزحليقة من عوامل الجذب للأسر للذهاب للقديرة حيث يسعد الأطفال بالتزحلق على الصخرة بينما يقوم الكبار بتجاذب اطراف الحديث ويشربون الشاي ويسعدون بمراقبة أطفالهم وهم مستمتعين باللعب في هذه

الملاهي الطبيعية. يالجمال تلك الأيام وحلاوة النزهة البريئة البسيطة التي كنا نسعد بها في القديرة أما ما حصل للصخرة الشهيرة الآن فإنه دخلت ضمن حديقة الملك فيصل التي أنشأت قبل عدة سنوات وقد ذهبت

بأطفالي لهذه الحديقة قبل سنتيين وذهبت بهم لتلك الصخرة ولكنهم فضلوا عليها المراجيح والزحليقة الصناعية وإن جاملوني في البداية وصاحوا عندما رأوا الصخرة حلوة يا بابا ثم ملوا سريعا منها ويحق لهم فهم

يتنقلون بين الملاهي الكهربائية في عدة مدن وجربوا التروبوجان في الجبل الأخضر في طريق الهدا وهي العربات المتزلجة من أعلى الجبل فماذا ستعني لهم هذه الصخرة ؟ أظن لاشئ ولكنها تعني لنا الكثير فهي قطعة

من ذكرياتنا لايمكننا نسيانها أبدا - وعلى ذكر حديقة الملك فيصل بالقديرة فأظنها سميت بذلك لإرتباط القديرة بالملك فيصل رحمه الله فقد اعتاد قبيل الغرب أن ياتي بسيارته مع سائقه وخوي له وببساطة متناهية يفرش

له زولية في مكان ليس بعيدا عن الصخرة الشهيرة ويتناول القهوة ويجلس مابين الساعة أو اقل ثم يصلي المغرب وينصرف من غير موكب ولا حرس خاص سوى ما ذكرت آنفا وأظنه رحمه الله كان يخصص تلك الفترة

للتفكير في موضوع يشغله وما اكثرا لمواضيع والشاهد في الموضوع البساطة التي كان عليها رحمه الله في خروجه للنزهة إلى القديرة واختلاطه بالناس البسطاء وأذكر اني كنت في نزهة في أحد الأيام مع أهلي

وأشاروا لي إلى مكان الفيصل ولم يكن موجودا وقتها وقد روى أكثر من شخص رؤيته للملك فيصل في ذلك المكان أما انا لم أراه هناك ولكني كنت أراه في موكبه البسيط عند مروره بشارع السداد كما ذكرت في جزء

سابق من هذه الذكريات رحم الله الملك فيصل ورحم الله ايام القديرة.


(12)


بينما كنت أتنقل في اليوتيوب هذا الموقع الذي أشبهه بمصباح علاء الدين فهو يلبي طلباتك في المقاطع الطريفة والكوميدية والسياسية والتاريخية والغنائية صادفت أغاني فرقة بونى ام فأثارت شجوني وذكرتني بمرحلة

من مراحل حياتي في الطائف فأذكر في نهاية التسعينات في فترة المراهقة وبداية قيادة أخي الأكبر مني لقيادة السيارة وتذكرت خروجي معه في سيارة الداتسون 180k وتمشيتنا في الهدا وتجولنا في الخط الدائري

للهدا الذي كان حديث الإنشاء في ذلك الوقت وخصوصا في فترة ما بعد المغرب في الشتاء ليلة الخميس أو الجمعة ومعنا بعض الأصدقاء كان مسجل السيارة يدور بأغاني طلال مداح الحبيب أو محمد عبده أو فيروز أو

الست ام كلثوم على حسب الحالة المزاجية الطربية لذلك اليوم وأذكر أنه إذا كان هناك ضباب في الهدا ويحدث ذلك كثيرا فإننا نتحول لفرقة بوني ام ومن خلال اختراق الضباب نستمع لأغنية راسبوتين وما بيكر ودادي

كوول وبراون جيرل واذكر الجو الشاعري الجميل مع ضحكات الأصدقاء والموسيقى والضباب جو افتقدته كثيرا الآن وإن كنت استطيع ان اتجول في ضباب الهدا مع الموسيقى التي تسترجع ذكرياتي فأين أصدقاء

الأمس الذين تفرقوا في البلاد فمنهم من سكن الرياض أو جدة أو مكة المكرمة الله على تلك الأيام والله على أغاني فرقة أبا و تينا شارليز كم احس الحنين لتلك الفترة من حياتي في الطائف المأنوس - كان التجول

بالسيارة في الهدا في ذلك الوقت من العام واستماعنا لأغانينا المفضلة في الجو الضبابي الساحر مع تبادل النكات والقفشات من المتع المحببة لنا لم نكن نؤذي أحدا بصوت مسجلنا فالبرد يمنعنا من إنزال زجاج السيارة

ثم أصلا لا يوجد الكثير من الناس في ذلك الوقت من السنة في الهدا ونختم جولتنا بالعشاء في احد مقاهي الهدا وبعد صلاة العشاء مباشرة وكان يتكون من التميس الساخن وأطباق الفول والقلابة مع الجبن البلدي

والشاي الساخن المنعنش ونعود لبيوتنا قبل الساعة الحادية عشرة ليلا وإلا الويل لنا من الأهل ويكون عقابنا عدم الخروج في صباح الخميس للعب كرة القدم في الردف أو القديرة وهذا الخروج هو الفقرة التالية من

الترفيه لنهاية الأسبوع فقد كنا نستيقظ مبكرا وننطلق مع الأصدقاء للعب كرة القدم في منطقة الردف أو القديرة واحيانا الهدا بحيث نتفرغ من بعد ظهر الخميس لمراجعة دروسنا وحل واجباتنا فلا يأتي ظهر الجمعة إلا

ونحن قد فرغنا من مذاكرتنا ثم نذهب لصلاة الجمعة ويمكننا يوم الجمعة الخروج مع الأهل عصر الجمعة للنزهة العائلية أو زيارة بعض الأقارب وأشعر أننا كنا منظمين بطريقة أفضل من ما يحصل هذه الأيام لطلابنا

حسب مشاهدتي لما يفعلونه في إجازتهم .


(13)


أتذكر عندما كنت أدرس في ابتدائية العزيزية- الملك عبدالعزيز حاليا- أن المنطقة الغربية المجاورة للمدرسة كانت منطقة فضاء واسعة هي منطقة الركيب أو الركبان كما كانت تسمى وأصبحت الآن منطقة أسواق

شارع ابوبكر الصديق - كانت الغدران والتجمعات المائية الكبيرة تتكون بعد الأمطار الغزيرة التي تهطل على الطائف في فترة الشتاء وكنا نحن طلاب المدرسة نتجه إليها بعد الصرفة للعب في هذه المياه ومشاهدة

الأحياء المائية المتحركة في الغدير من يرقات وغيرها وكنا بطفولتنا البريئة نصيح فرحا برؤيتها قائلين سمك سمك ونمكث هكذا فترة في اللعب في هذه المياه قبل رجوعنا إلى منازلنا-كنت في تلك المدرسة مشاركا في

الكشافة وكنا نسمى في الإبتدائية بالأشبال وكان لنا لقاء أسبوعي بعد عصر السبت في مدينة نجمة التعليمية وهي عبارة عن مجمع تعليمي يقع ما بين شبرا وحي معشي وفي هذا المجمع أتذكر أن من مكوناته مباني

إدارة التعليم والمعسكر الكشفي وثانوية ومتوسطة دار التوحيد وهي من أعرق المدارس في المملكة فقد تخرج منها كثير من العلماء والأدباء-كنا نقوم بأنشطة متعددة في المعسكر الكشفي كل أسبوع فهناك النشاط

الرياضي ويشمل اللعب في ملاعب مدينة نجمة من كرة قدم وطائرة وسلة تحت إشراف القادة الكشفيين -وكان هناك نشاط اجتماعي ومن ضمنه النشاط الموسيقي نعم فقد كان في المدينة الكشفية غرفة بها كافة الآلات

الموسيقية من كمان وعود وإيقاع وغيرها وكان أفراد الكشافة الذين لهم ميول موسيقية يتعلمون العزف تحت إشراف مدربين احدهما كان من سوريا والآخر من فلسطين وكان هؤلاء الطلاب يعزفون المقطوعات

الموسيقية الحماسية في حفلات المعسكر الكشفي بحضور بعض المسئولين في ادارة التعليم كنا نقوم بين فترة وأخرى برحلات لضواحي الطائف نمارس خلالها أنشطة رياضية ومهارات كشفية من نصب الخيام

والرحلات الخلوية واعداد الطعام وكم كان القادة الكشفيين الذين هم في الأصل معلمين من سوريا والأردن وفلسطين والسودان ومصر جادين في تدريباتهم وأنشطتهم وأتذكر الأناشيد الحماسية التي كانوا يرددونها

علينا لنرددها إثناء سيرنا على الأقدام في الرحلة الخلوية ومما أتذكره نشيد كان في الأصل لسوريا ولكنهم حوروا فيه ليتناسب مع السعودية فكنا ننشد إن هلهلت هلهلنا لك يا سعودية حنا رجالك صفينا البارود قبالك

ونظل نرددها في حماس وبصوت عالي يتردد في جنبات جبرا أو القديرة أو الشفا حيث تكون الرحلات والمعسكرات الكشفية كانت أياما جميلة مليئة بالنشاط والحماس والحب للوطن