عرض مشاركة واحدة
قديم 01-26-2012, 06:22 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road

حديثي إلى أهلنـا في القطيـف . بقلم د. سعيد أبو عالي


 

.

*****

الخميس 3 شهر ربيع الأول 1433هـ

حديثي إلى أهلنـا في القطيـف


د. سعيد بن عطية أبو عالي

عندما تواجهنا في التعليم مشكلة مستعصية مع أحد الطلاب أو الطالبات تبرز عبارة: (اتصلوا بالبيت) وهذا يعني في الظاهر تفعيل (التعاون) بين البيت والمؤسسة التعليمية.. ولكنه أيضًا يعني البحث عن أسباب المشكلة فقد يكون البيت طرفًا فيها..

تسارعت أفكاري وخواطري ورؤاي عندما قرأت بعض المعلومات عن قائمة المطلوبين الثلاثة والعشرين التي أعلنتها السلطات الأمنية على هامش أحداث القطيف وبعض قراها للسؤال: (أين البيت) والسبب في ذلك أن تسعة عشر مطلوبًا تتراوح أعمارهم بين 19 و22 عامًا فقط. إنهم في سنِّ المراهقة وما أكملوا مرحلة التعليم الجامعي يعني أنهم ما زالوا في عُهدة الوالدين وتحت مسؤوليتهما. وقد يكونون أو أكثرهم غير متزوّجين. ويصدق عليهم قول القائل إنهم دفعوا دفعًا لزعزعة الأمن والاعتداء على رجاله من قبل الآخر، سواءً كان هذا الآخر فردًا أو أفرادًا أو جماعات.. وسواءً كان هذا الآخر من الداخل أو من الخارج. والسؤال: (أين البيت) يستدعي وراءه أسئلة أخرى. فهل كانوا منتظمين في دراستهم ومدارسهم؟ وما المستوى (المرحلة) التعليمي الذي حققه كل منهم؟ وما هو دور الوالدين في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية والوطنية؟ إن دور الوالدين والأسرة في تنشئة الأجيال ليس في مجتمعنا فحسب، بل في جميع المجتمعات باختلاف الأديان والثقافات. وهنا أعترف بأن قلة قليلة من بعض الشباب قد لا يستوعبون مبادئ التربية السليمة ولكنهم لا ينجرفون إلى ترويع الآمنين وتخريب الممتلكات والاعتداء على رجال الأمن بمثل هذا العدد وفي مثل هذه السن وفي محافظة واحدة. وتتكرّر الأحداث وفي نفس محافظة القطيف وبنفس الطريقة: (ترويع الأهل والأقارب، الاعتداء على ممتلكات الغير، وتخريب الممتلكات العامة مثل الحدائق والمتنزهات والشوارع وجميع الطرقات، وتعطيل الناس عن السعي إلى مصالحهم. التاجر يشعر بالخوف فلا يفتح دكانه. الطالب يخاف على سلامته الشخصية فلا يذهب إلى المدرسة. العابد يفتقد الأمان فلا يذهب إلى المسجد ولا يحضر مجلس عالم للتزوُّد بما ينفعه في الدنيا والآخرة. العامل لا يذهب إلى عمله فينقطع عن عمله ويتوقف العمل ويتعطل الإنتاج.

مصالح الأفراد ومصالح المجتمع تتوقف بفعل الاعتداء والإرهاب والترهيب.. فهل هذا عمل صالح؟ هل هو عمل وطني؟ هل هو إصلاح؟ إنه عمل بالتأكيد غير صالح، إنه جريمة نكراء تعود بنتائج وخيمة على الوطن والمجتمع، بل على الشخص نفسه مرتكب الجريمة.

مصالح الأفراد ومصالح المجتمع تتوقف بفعل الاعتداء والإرهاب والترهيب. فهل هذا عمل صالح؟ هل هو عمل وطني؟ هل هو إصلاح؟ إنه عمل بالتأكيد غير صالح، إنه جريمة نكراء تعود بنتائج وخيمة على الوطن والمجتمع، بل على الشخص نفسه مرتكب الجريمة. إنني هنا أنادي جميع الآباء والأمهات، وأنادي جميع العلماء وأهل الرأي في بلادي عمومًا وفي محافظة القطيف خصوصًا إلى تحمّل مسؤوليتهم الحتمية نحو أبنائهم خاصة فيما يتعلق بالأخلاق والسلوك. تكاد الكلمة الجميلة الطيبة تحتجب عن الألسنة. إن الأجيال لا تنمو ولا تتعلم ولا تتأدب ولا تحترم الكبير إلا بتأثير الأبوين، وتدريب المدرسة، وإرشاد العالم. ولنا في توجيه نبينا «عليه الصلاة والسلام» أفضل عبرة وأصلح طريق فقد قال: (كلكم راعٍ وكلٍ مسؤول عن رعيته) وقال: (ما منكم من أحد إلا وهو على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسـلام من قبله) فهل لدينا مسؤولية أكبر من تربية أبنائنا وبناتنا؟ وهل لدينا ثغر نحميه ونصونه ونرعاه أفضل من أبنائنا وبناتنا؟ إن عملية التربية أساسية في كل بيت وفي كل مدرسة وفي كل جامعة وفي كل مسجد. إن التربية أكثر ضرورة من التعليم.. والتعليم إذا لم تسنده التربية فهو علم لا ينفع ولا خير فيه. لقد قلت في مقال سابق «إننا نعيش عصرًا نرعى فيه آلاف المصانع والمزارع العملاقة.. إننا نعيش عصرًا تسير فيه النهضة الاجتماعية نحو تعزيز مكانة الوطن، وترسيخ رأيه الحر، ونشر العدل والمساواة بين الجميع». واليوم أقول إننا نريد لهذا العصر أن يتبلور ويؤتي ثماره.. إننا لا نريد من أحد أن يعكّر علينا صفو المسيرة المباركة في هذا العصر الناهض.. ولنفترض أن لنا حاجات وطلبات لم تتحقق فإن لدينا مؤسسات نستطيع من خلالها رفع صوتنا والمطالبة بحقوقنا.. لدينا مجالس المحافظات ومجالس المناطق.. لدينا مجالس بلدية.. ولدينا مجلس الشورى. بل وأكثر من ذلك فإن بلدنا يكاد يتميّز ويتفرّد عن غيره بأن المسؤولين فيه أبوابهم ومكاتبهم ومجالسهم مفتوحة لكل مواطن يعرض عليهم حاجة، ويرفع إليهم بالصوت عن مظلمته، ويطلب أحيانًا إرشاده ومساعدته. إن مجلس خادم الحرمين الشريفين ومجلس سمو ولي العهد ومجالس أمراء المناطق مفتوحة وهذا امر واضح للعيان. إن أمن بلادنا هو مسؤوليتنا جميعًا.. فلنتكاتف جميعًا من أجل مصلحة بلادنا وأهلنا. ليكن التعاون والتعارف والتراحم أساس حياتنا. وختامًا لرجال الأمن في بلادي تقديري وتحياتي لإخلاصهم في أداء واجباتهم الوطنية.

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس