الموضوع: ديك جدتي خميسة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2013, 01:39 PM   رقم المشاركة : 6

 

حيا الله أبا صالح
بسردك لتلك الذكريات التي مرت عليكم قبل أكثر من نصف قرن .. أولا :استمتعنا بالمشاركة معك في الخيال وكأننا أحد أفراد الطاقم المجاهد .. صغار في السن وكبار في تحمل المسئولية .. وثانيا : أعدت الروح لهذه الزاوية التي أوشكت أن تترنح فقد وصلت إلى ( الكربة ) يبدو أنه باقي على هذه الزاوية فترة قليلة ويقول أبو ياسر العذر من الله ومنكم ..طبعا فيه حاله واحدة ممكن تتنشط هذه الزاية إذا تكرم أبو ياسر و ( لين ضروسنا ) خاصة أن العمارة ما شاء الله انتهت والزيود حاسبهم كلهم - عندي خبر - وسافروا .. ومنهم حميد الزيدي ومصلح ( مقلعين الحصا ) وواحد ثالث اسمه ( عثربة )

بقي المفيد : أبو صالح شجعنا على المشاركة وهذا ما لدي :
طبعا نحن تخرجتنا في وقت متأخر عن أبو صالح بعده بعشر سنين عام 1391 من الطائف وتم التعيين في مدرسة ببني سعد نفرق لها من شقصان طريق جبلي غير معبد حتى نصل إليها ( السحن ) وهي من أكبر القرى وبها عدد من الادارات الحكومية لكن مع ذلك فهي تعتبر منفى لا بقالة ولا خبز ولا أي شيء من أساسيات الحياة والماء يجينا تنكتين على ( حمار ) اعزكم الله .. كل ثلاثة أيام .. وأهل هذه الديرة آنذاك مشهور عنهم بالبخل والجلافة كلا من حاله في شأنه مهتم بشئونه الخاصة والغريب ما عليهم منه

ومع الطفش وانعدام الموصلات قلنا نتمشى إلى قرية تبعد عنا عدة كيلومترات ( الصبخة ) افتتح بها مدرسة وبها فصل أولى فقط .. وبقية طلابهم بالصفوف العليا عندنا .. وصلنا المدرسة نحن ثلاثة : أنا وواحد زهراني اسمه علي معدي والثالث يمني متجنس اسمه أمين السقاف وكلاهما من خريجي المعهد القديم وصلنا العصر واستقبلنا المدير محمد عطية الزهراني .. في الفيلا الخاصة به وهي عبارة ركن بغرفة بها فراشه الخاص ودافور وتوابعه .. وبقية الغرفة فصل دراسي على الأرض وسبورة على الجدار
قبيل المغرب استأذنا للعودة لكن الزهراني كان أسرع في ارسال مقولة : ( علا ) الطلاق ما تروحون .. وأمام اصراره قبلنا .. لكنني لاحظت حرج الموقف بالنسبة له فقد سمعته يسأل أحد الطلاب .. بقوله : تبيعون الديك حقكم يا عواض ؟ وهو في حيرة من أمره داخل خارج وريقه ناشف .. أخيرا حضر واحد من القرية ودارت مشاورات عاد بعدها وعليه علامات الرضا .. يبدو أن صاحبه استعد بتأمين العشاء .
جاء العشاء وكان الجود من الموجود فالقرية تقع بين جبال قاحلة لا ماء ولا شجر بالكاد يكفي سكانها وهم في فقر مدقع .. اتضحت خلاصة ذلك الفقر من الذبيحة التي قدمت لنا فقد كانت عبارة عن هيكل عظمي لعنز عليها جلد صلب .. ومع ذلك كنا مسرورين أن الزميل وجد بغيته وأكرم ضيوفه باجتهاد وبما تيسر له
بعد تلك السنة انتقلت للطائف حيث المدينة الجميلة وقتها مقارنة بالباحة .. بل كانت في نظري أفضل من الرياض حداثة وتنظيما

كنت أتمنى أن أقابل الزميل محمد عطية الزهراني لكي أرد شيئا من كرمه وحسن استقبالة لنا .. مرت سنوات تلو أخرى لم تقع عيني عليه ولم أجد له خبرا في أي منطقة كانت .. ولازلت حتى هذه اللحظة أمني نفسي بمشاهدته .. ولا زال الطلب قائما فمن وجد خبرا عن هذا الزميل سأكون أكثر سعادة ووفاء بمشيئة الله تعالى

استدراك : خطر على بالي أن يستغل أبو ياسر الفرصة ويجمع كل زهراني اسمه محمد عطية وما أدري إلا وهم سرب وأبو ياسر في المقدمة .. لو حصل هذا أنا سأتحول بقدرة قادر إلى هندي رفيق .. باهز راسي ولن يسمع مني إلا جملة واحدة ( أنا نفر زديد .. أربي مافيه )

 

 

   

رد مع اقتباس