عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2012, 12:22 AM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

سنكفيك يا أبا محمد عناء النقل فنحن يهمنا قراءة الموضوع في الساحات ومشاركة الأعضاء واثراء الموضوع بدلا من نقلهم عبر الرابط

http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1330291445.jpg

* فتاة ببابك أيها الأمير

http://albahatoday.cc/authpic/175.JPG

20-02-2012م
نقل لنا رواة التاريخ أنه لما استخلف عمر بن عبد العزيز " رضي الله عنه " وفد إليه الشعراء فمكثوا ببابه أياما لا يؤذن لهم ولا يلتفت إليهم. فساءهم ذلك وهموا بالرجوع إلى بلادهم فمر بهم عالم من علماء المسلمين يقال له رجاء بن حيوة فقال له جرير:

يا أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا

فدخل رجاء ولم يذكر لعمر من أمرهم شيئا. فمر بهم عدي بن ارطاة فقال له جرير منشدا :-

يا أيها الراكب المزجـي مطيتـه هذا زمانك إني قد مضـى زمنـي

أبلـغ خليفتنـا إن كنـت لاقيـه أني لدى الباب كالمصفود في قرن

لا تنس حاجتنـا لاقيـت مغفـرة قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني

أستشهد بهذه القصة لأذكر قصة أسرة نشرت تفاصيلها في " جريدة المدينة " قبل فترة، تكالبت عليها الظروف .. وعظُم لديها الخطب من ظلم القريب وبعد الصديق، وجفاء الناس عنها. حتى يئست من وضعها واصبحت تبحث عن مخرج ينقذها مما هي فيه. وهذه الأسرة المكونة من أم وابنتيها، تعيش في إحدى القرى المجاورة لمدينة الباحة. لجأت إلينا بعد الله عز وجل لنشر معاناتها، التي تتثمل بأن جيرانهم سدوا جميع المنافذ التي تصل إلى منزلهم بوسط القرية، ولم يتركوا للسيارة طريقا، ولو استطاعوا ان يمنعوهم من طريق " القدم " لفعلوا –على حد تعبيرهم-. ولربما أن هناك أمور بينهم لا يعلمها إلا الله أو أن اولئك يعتقدون انهم محقون في ذلك. الأسرة "المعذبة" مكونة من أم وابنتيها - بعد وفاة عائلهم - وهجرة ابنائهم من القرية إلى المدينة. ولأن الأم الطاعنة في السنة تعاني من "فشل كلوي" فهي تغسل في الأسبوع عدة مرات. فالفتاتان يحملانها في عربية للإسمنت وكأنها أجلكم الله كيس اسمنت أو كومة حجارة أو غيرها! لإيصالها إلى السيارة التي تقف على بعد مئات الأمتار من منزلهم، لينطلقوا بها إلى مستشفى بلجرشي العام لإجراء الغسيل. حاولت الأسرة أن تفتح طريقا للسيارة إلى منزلهم من "أملاكهم" التي اشتراها والدهم "بعرق جبينه". إلا ان محاولاتهم باءت بالفشل. ولم يقف معهم أحد ليعينهم. لجأوا إلى سمو الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز – يحفظه الله – فوجه على الفور بإنهاء معاناتهم ، إلا أن هذا التوجيه لم يجد طريقه للتنفيذ. فقد تم تحويل القضية إلى البلدية وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر والمسافة بين مبنى الإمارة والبلدية لا يتجاوز 80 م على أقل تقدير، تم إبلاغي بأن هناك معاملة متعثرة خرجت من إمارة المنطقة تمشي مشي السلحفاة ولم تصل بعد إلى الوجهة التي حددت للتنفيذ. اتصلت بأمين المنطقة الرجل الرائع المهندس محمد بن مبارك المجلي لمعرفتي بأن هذا الرجل سيسيئه ذلك
فاستغرب القضية وطلب مني الحضور على الفور والذهاب معه إلى الموقع وهناك وقف بنفسه ورأى الوضع .. فحزن وأشفق على الأسرة، ووجه على الفور بتحويل القضية إلى الجهات الأمنية بعد تشكيل لجنة سريعا للشخوص إلى الموقع. والتقت اللجنة بإحدى الفتاتين التي تبنت القضية وأصبحت - مع الأسف - تتابع المعاملة هنا وهناك وهي " لم تخلق لهذا! " ولكن ماذا عساها ان تفعل في ظل جفاء الجميع عنها. تحولت القضية للجهات الأمنية وهناك توقفت بسبب أن أحد الضالعين في القضية لا يسكن المنطقة ومنوم في احدى المستشفيات. وعلى الجميع أن ينتظر – حضرته – كي يأتي ويحكم بنفسه " هل له حق ام لا ".

توقفت القضية هنا. ولم تقف معاناة الأسرة في حمل امهم كل اسبوع ثلاث مرات في عربة إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت أحيانا. حاولت الفتاة أن تصل إلى سمو الأمير. فلم تستطع. فهناك من يمنعها. ويقول لها أعطيني معاملتك وانا سأحولها إلى سمو الأمير فلا المعاملة تحولت ولا استطاعت الفتاة أن تقابل سموه الذي أعلم علم اليقين انه لو يعلم ذلك لما أرضاه الوضع فهو – قد خصص – وقتا يوميا يقابل فيه المواطنين والمواطنات الذي يبثون همومهم له فينهيها ويوجه عليها، ويشدد في كل لقاءاته بالمسؤولين أنهم يحملون أمانة خدمة المواطن في كل مكان وشبر من هذه المنطقة. فهل يا ترى يُسمح لها بأن تقابل سموه لتشرح بنفسها معاناتها التي بعد شهر أو شهرين ستحتفل بأول عيد ميلاد لها.

* عبدالرحمن عطية أبو رياح


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس