عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2009, 10:54 PM   رقم المشاركة : 2

 


أبي الغالي..

هذا ولدك عندك في الصباح والمساء يروح عليك ويغدو

ويسرح ويمرح فهل سألته مرة عن صلاته

إن كان يحسنها ويعرف شروطها وأركانها

وإن كان يقيمها في أوقاتها مع جماعة المسلمين.

بل ألا سألته إن كان يصليها البتة وحبيبنا يقول:

{ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }.

هل سألته مره كم يحفظ من كتاب الله؟

ومن قدوته ومثله الأعلى وما هي أهدافه في هذه الحياة وطموحاته !!

وإني لا أعني مجرد السؤال الذي يتصور بعض الناس

إن الذمة تبرأ به ولكن أعني متابعة التربية له

ومواصلة التعليم الذي لا يمكن أن تقوم بهما المدرسة وحدها إذا لم يكن في البيت عون.

أجل يا أبي مدرستي التي ظننتُ أنك لا تعرف الطريق المؤدي إليها إن كان مشرقاً أو مغرباً..

أليس كذلك؟؟

ومرة بعد مرة جاءك خطاب واتصال هاتفي من المرشد الاجتماعي في المدرسة

وهو رجل صالح ذو خلق جمّ أراه أحرص شيء على ما ينفعني. ثم كان ماذا؟..

كأن شيئاً لم يكن !!

ثم أحلتَ الأمر على والدتي وكأنها هي التي ينبغي أن ترعى شؤون مدرستي وتعليمي

وكأنها هي التي ينبغي أن تخاطب الرجال.

فلماذا تتخلى عن مسؤوليتك؟

ولماذا تترك الحبل على الغارب وتحيل أمورنا كلها إلى سائق المنزل؟

ولماذا يعرف السائق عن شؤون أسرتنا أضعاف ما تعرف أنت يا أبي..

أين اهتمامك أين حرصك؟

نعم أنت مشغول وأعانك الله وسدد خطاك ولكن ليس إلى هذه الدرجة !

أبي الغالي ألتقط أنفاسك.. هدئ من عجلتك..

وراجع جدولك اليومي والأسبوعي

الذي أجزم أنه يحتوي على كثير من الأشياء التي يمكنك الاستغناء بنا عنها.

أشياء كثيرة مثل مبالغتك في حضور جلسات الأصدقاء

ومشاهدة المباريات الرياضية وغيرها.

نحن أولى يا أبي.. نحن أولى بك منهم.

هل تذكر يا أبتي؟..

أتذكر هاك اليوم عندما خرجتُ وإياك من المسجد في جمعة من الجمعات

وكلنا قلوب مفعمة بالإيمان الذي أستقر في معتقدنا أنه يزيد و ينقص

يزيد بالطاعات وينقص بضدها،

وقد هبت لنا رياح السكينة وراحة الطمأنينة التي رأيت فيها عينيك

تذرفان من خشية الله ربما لأول مرة !!

ووالله إن ذلك الموقف كان أحب إلي من أغلى جوائز الدنيا

وبهارجها وزينتها الغرارة وأحبّ إليّ من كل اللعب

التي امتلأت بها غرفتي حتى كدتُ أن لا أجد فيها مكانا لكتاب مفيد.

 

 

   

رد مع اقتباس