عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2009, 10:55 PM   رقم المشاركة : 3

 


أبي الغالي..

ألا ليتك تعلم كم أنتظر يوم الجمعة وكم أحبه !

ولكن لماذا أحبه ولماذا أنتظره؟؟

لأنه عيدنا نحن المسلمين ولأنه يوم عظيم ولأنه أيضاً

ربما كان اليوم الوحيد الذي أحبه فيه الفرصة للتحدث معك

وأن أركب بجانبك في السيارة وأحدثك وتحدثني

ومعنا أخواي اللذان يصغراني جالسين في الكرسي الآخر.

أبتي أنت لا تعرف قيمة هذه الدقائق التي نقضيها معك..

لا تدري مقدار الفخر الذي نشعر به والاعتزاز الذي يملأ جوانحنا

وأنت تعاملنا مثل الرجال وتحاورنا وتلاطفنا وتتجاذب معنا أطراف الأحاديث

وأحياناً نستبق أنا وإخوتي في رسم الابتسامة

على محياك العزيز على نفوسنا بذكر آخر الطرف المسلية

علها تنال استحسانك وعلنا نظفر منك بلفتة إعجاب أو كلمة ثناء.

وإن أنسى شيئاً يا أبتي،

لا أنسى كلماتك الحارّة في الدعاء والثناء على إمام جامع الحي في ذاك اليوم

عندما حدثنا في الخطبة عن أهمية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة

وعن خطر وسائل الإعلام والبث وخطر القنوات الفضائية

وبيّن حكمَ الله في تحريم كل وسيلة يغلب الشر فيها على الخير

واستدل بالأدلة الواضحة التي لا مجال للجدال فيها،

فذكر قول ربنا عز وجل:

يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ،

وكيف أن الله تعالى علّق علّة التحريم في الخمر والميسر

بغلبة الإثم فيهما على النفع حتى اشتق من هذه الآية العظيمة

قاعدة المصالح والمفاسد عند العلماء الفقه وقواعده.

ونظير ذلك تحريم كل مالا ينتفع به إلا على وجهٍ محرم غالباً.

ثم ذكر خطيبنا فيما ذكر قول الرسول :

{ ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة }.

أقسم لك يا أبي أني أخاف عليك وعلى والدتي من هذا الوعيد الشديد.

وكم سمعتك يا أبي مرات ومرات تقول أنك جئت بهذا الجهاز لمتابعة الأخبار

ولكني أؤكد لك نيابة عن إخوتي أننا لا نتابع الأخبار

ولا نهتم بالأخبار ولا بما يحدث وراء البحار !!

وأنا أذكر يوم قلت لي بالحرف الواحد عندما سألتك عن حكمه

- موافقاً لما قال الشيخ مُثَنّياً ومُثلّثاً ومؤكداً - إنه حرام.. حرام.

إذا فما بالك الآن يا أبي تترك لنا الحبل على الغارب تدخل وتخرج من البيت

وترانا متحلقين أمام التلفاز في أوقات الصلاة

نتابع كل ما يضرّ ولا ينفع ولا نراك تحرك ساكناً..

 

 

   

رد مع اقتباس