عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2009, 10:56 PM   رقم المشاركة : 4

 


أبي الغالي..

ألا ترى أننا صرنا ننشغل عن مراسم الاستقبال لك

والتشييع التي كنا نقوم بها طواعية - شوقاً وتلهفاً - عند قدومك وقبيل مغادرتك للمنزل.

ثم ها إنك ترى آثار هذه الثقافة الغريبة على مجتمعنا وديننا

والتي نتلقاها من خلال هذه الشاشة على أشكالنا وأفكارنا،

وقد صرنا نقول مالم نقل من قبل ونفعل..

وأنت ترى تأثير ذلك على أخيّاتي الصغيرات أيضاً وعلى حيائهن ولباسهن..

وها هي الروابط الحميمة أخذت تضعف في ما بيننا

فليس لدينا وقت نضيعه في الودّ وصلة الأرحام

فكل الوقت للشاشة حتى وقت اجتماع الأسرة على الطعام.

من أين يا أبي تظن أننا نتعلم الخير؟

وكيف تريدنا أن نقتدي بأخلاق الرسول وسيرته ونتعلم من سيرة أصحابه

وسلف هذه الأمة ونحن نتغذى على عادات الكفار وأخلاقهم صباح مساء؟..

إنك لا تجني من الشوك العنب !


أبي الغالي..

ونحن نشهد لك على حرصك على أن تستجيب لنا اللباس والأثواب

وتستطيب لنا الطعام والشراب وهذا عمل أنت عليه بإذن الله مأجور مشكور ومذكور.

ولكن ألا فكرت في غذاء أرواحنا والإيمان الذي جفّت ينابيعه فينا أو كادت..

وحتى عندما جاءت أمي مشجعة إياك وطلبت منك أخذنا وتسجيلنا

في حلقات تعليم القرآن اعتذرت في هاتيك الليلة بأنك على موعد ذي شأن لا يمكن تأجيله..

ثم نسيت الأمر أو شغلت عنه على أهميته لمستقبل فلذات كبدك،

وحتى خبت جذوة الحماس عند أمي أو أنها شغلت مثلك أيضاً.

أبي الغالي..

أدعوك إلى أن تتبصر في ما جاء في رسالتي هذه التي تجرأت على مضض

أن أكتبها لك وأسلمها بيدي إلى يدك..

وأنا لا أكاد أقدر أن أضع عيني في عينك حياء منك..

أبي الغالي..

أين قلبي وقلبك من كتاب الله ومواعظه التي تتفتتُ لها صمُّ الحجارة

وتفجر ينابيع الحكمة في نفوس الأبرار؟










أبي وحبيبي الغالي..

أرجوك أرجوك أن تتذكر هذه الساعة وتجعلها ماثلة بين عينيك:








ألا فاتقِ الله فينا يا أبي وتذكر النذارة.. النذارة..




التوقيع.. ابنك المشفق


عبدالرزاق المبارك

مكتب الدعوة والإرشاد بالروضة - الرياض



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس