عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2008, 03:54 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ليالي الباحة is on a distinguished road


 

هنالك نفوس شريرة بطبعها، ونفوس طيبة في طينتها، وقد كان بنو إسرائيل من القسم الأول، فقد فضّلهم الله على العالمين، إذ بعث فيهم أنبياء، وجعل منهم ملوكاً، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين.
ثم.. نجّاهم من فرعون الطّاغي، وأهلك عدوّهم، وأراهم الآيات البيّنات، لكنهم أبوا إلا تمرّداً وعُتواً، حتى ابتلاهم بالتيه، ولكنّهم (ضربت عليهم الذلّة والمسكنة) فإنّ الإنسان الحريص لابد وان يكون ذليلاً، كما أن الشخص العاتي يلازم المسكنة.. ومن عجيب أمرهم أنهم من ذلك اليوم إلى هذا اليوم أذلّة مطاردون، لم تستقم لهم دولة، وإذا اغتصبوا مكاناً ـ كفلسطين ـ فإن الاغتصاب إنما يتسنّى لهم بألف تملّق من دول قويّة، وألف بذل لأعراضهم للأعداء، فإن كل واحد يعلم أنهم حصلوا على وعد (بلفور) بإرسال فتياتهم الجميلات إلى الضبّاط والقادة وأهل النفوذ، وهكذا إلى اليوم يجعلون أنفس شيء ـ وهو العرض ـ سبباً لبقاء نفوذهم المزيّف.. ثم بعد ذلك كله، هم في خوف وقلق دائمين من المسلمين الذين أحاطوا بهم، حتى إنهم لا يبرحون السلاح ليل نهار.
وعلى كل حال، فقد ضربت عليهم الذلة الأبدية (وباءوا بغضب من الله) ولعنة الدّهر (ذلك بـ) سبب (أنهم كانوا يكفرون بآيات الله) بأدلته وحججه (ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون).
فمثلاً: حين كانوا في (التيه) عجزوا عن الإقامة ولم يقدروا على دخول الأرض المقدسة الموعودة، ولمّا ألحّوا على موسى أن يدخلوا بعض البلاد ليشتروا ويأكلوا كما يريدون أجاز لهم أن يدخلوا بيت المقدس، بشرط أن يسجدوا لله شكراً عند باب المدينة، ويقولوا هذه الكلمة: (حطّة) بمعنى : اللهم حطّ عنا ذنوبنا، لكنهم دخلوا الباب ـ استهزاءً ـ وقالوا: (حنطة) عوض (حطة).
(وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا) عند دخول المدينة: (حطّةً وادخلوا الباب سجداً) في حال كونكم ساجدين، خاضعين لله تعالى، فإذا فعلتم ذلك (نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) (فبدّل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم) ولذا نزل عليهم العذاب.
* * *

 

 
























التوقيع

يقول الثوري :

ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول

( لا إله إلا الله )

   

رد مع اقتباس