عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2009, 06:11 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

الاعتكاف سنة ثابتة


 




الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً ، يثبت بمنه وفضله على القليل كثيراً ،

والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً ،

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن موسم رمضان موسم عظيم لمن أراد النجاة وسعى إلى فكاك رقبته من النار ،

ففي هذا الشهر تتنوع العبادات ، وتتضاعف الحسنات ، وتتنزل الرحمات ،

ومن خصائص هذا الشهر العشر الأواخر منه التي كان

النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ،

فعن عائشة رضي الله عنها :

(( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهدُ في غيره )) .

[ رواه مسلم ] .

وفي الصحيحين عنها قالت :

(( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) .

وفي مسند أحمد عنها قال :

(( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم ، فإذا كان العشر شمَّر المئزر )) .

ومن الأعمال التي يعملها في العشر الأواخر : الاعتكاف ..

والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل ،

وهو من السُنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

قال الله تعالى : (( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

وعن عائشة رضي الله عنها :

(( أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ،

ثم اعتكف أزواجه من بعده
))

[ متفق عليه ].

والاعتكاف من السُنن المهجورة التي قلَّ العمل بها وغفل عنها كثير من الناس ،

قال الإمام الزهري رحمه الله :

(( عجباً للمسلمين !

تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل
)) .

فبادر أخي المسلم إلى إحياء هذه السنة العظيمة وحث الناس عليها والترغيب فيها .

وأبدأ بنفسك فإن الدنيا مراحل قليلة وأيام يسيرة ،

فتخلص من عوائق الدنيا وزخرفها ولا يفوتك هذا الخير العظيم ،

واجعل لك أياماً يسيرة تتفرغ فيها من المشاغل والأعمال وتتجه بقلبك وجوارحك

إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ودموع لتلحق بركب المقبولين الفائزين .

 

 

   

رد مع اقتباس