عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2009, 01:51 AM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

الاثنين 23 شوال 1430هـ


الإعلان عن "اسم المرأة" عيب ورثته عادات خاطئة
الآباء والأجداد كانوا يتفاخرون بذكر اسم المرأة وينتخون به


المدينة المنورة: مريم الجهني
في حين كان الآباء والأجداد يتفاخرون بإضافة اسم الأم أو الأخت إليهم وأولهم موحد البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود حيث لم يجد عيباً من "انتخائه بأخته نوره" حتى لقب بذلك، بات من الصعوبة البالغة في عصرنا الحاضر أن يذكر بعض الشباب اسم أمه أو شقيقته أمام الآخرين.

وقد امتد هذا الفهم الخاطئ للعيب والحفاظ على عفة الأنثى حتى لدى بعض الزوجات والبنات، اللواتي بتن يجزمن أو يعتقدن بقوة أن ذكر أسمائهن أو التعريف به يشكل عيباً وخطأ وحرجاً كبيراً.

تقول فاطمه العلوني (ربة منزل) إن ابنها عاد إليها في إحدى المرات وصوته مرتفع لدرجة شعرت فيها أن أمراً سيئاً قد وقع له، وعند سؤاله ما به، أجابها أن زميله وجد بطاقتها الخاصة بمراجعة المستشفى والتي تحمل اسمها ثلاثياً على الطريق أمام منزلهم وأنه عرف اسمها بسبب تلك البطاقة التي عثر عليها، وأنه يخشى أن يناديه في المستقبل بـ "يا ولد فاطمة" أو أن يخبر بقية زملائه بالاسم، وهذا برأيه قد يجعل منه محلاً للتندر بين زملائه في المدرسة وفي الحي.

عادل الحربي (موظف بالقطاع العسكري) أشار إلى أن التحرج من ذكر اسم الأنثى في هذا العصر أمر طبيعي، على الرغم من أنه يعترف بقرارة نفسه أنه ليس هناك ما يبعث على ذلك الحرج، لكنه يشير إلى أن السبب في ذلك الحرج لا يقتصر على خشية البعض من التعليقات الجانبية فقط إنما يرجع إلى عادة مترسخة في الأذهان بسبب أعراف وعادات الكثير من القبائل والأسر.

وأشار الحربي إلى أنه وفي إحدى المرات كان يجلس مع زملائه في العمل والذين اعتادوا على ندائه بـ "أبو رهف" قبل أن يرزقه الله بطفل فناداه أحد زملائه في تلك الجلسة والتي كانت بعد قدوم مولوده الذكر باسم ابنته لكونه اعتاد على مناداته بذلك سابقاً، إلاّ أنه وكما أشار الحربي تدارك الأمر وكأنه ارتكب خطأ فادحاًَ وقام بتقبيل رأسه من أجل العفو عن خطئه وأنه لم يقصد ذلك.

نوره الخيبري (ربة منزل) ذكرت أن تحفظ بعض الشباب في بعض الأحيان وامتناعهم عن ذكر أسماء أمهاتهم أو قريباتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم يكون خوفاً من التعليقات والمشاكسات الجانبية بينهم، مشيرة إلى أن أحد أبنائها طلبت منه إدارة المدرسة إحضار صورة لهوية العائلة فقام بمسح اسمها وأسماء أخواته البنات من القائمة خشية أن يعرف الأسماء معلموه أو يطلع عليها زملاؤه أو أي أحد آخر، إلاّ أن المدير رفض الصورة وطلب منه إحضار النسخة الأصلية من هوية العائلة ليصورها بنفسه خشية أن يكرر ابنها ما فعله.

أم سعد (ربة منزل) في العقد السادس من عمرها أشارت إلى أنه في الماضي كان الرجل لا يخجل من ذكر اسم أمه أو أخته بل إنه كان يعتز به، وإنه في الفترات التي كانت فيها القبائل تعيش حالة من الصراع والغزو، كان الكثير من الرجال يفخر باسم أخته أو أمه ويقول عند لقاء العدو "أنا أخو ..." حيث يشير إلى اسم أخته بفخر وشجاعة.

وأشارت إلى أنه عندما يقول تلك العبارة يدرك الطرف المقابل أن المواجهة بينهما بدأت وأن ذلك الرجل أعلن بدء المقاومة والحرب دون تراجع.

وأضافت أم سعد أنه يقصد من وراء إطلاق ذلك القول تأكيد الشخص على أنه لن يسمح لأي أحد أن يمس سمعة شقيقته، وفي اللقاءات والمنازلات كان الأخ يقول: "إن لم أعيد لها اعتبارها وحقها فأنا ليس أخوها".

كما أشارت أم سعد إلى أن الرجل في القبيلة يصر بالفعل على مهاجمة من أخطأ بحق أخته حتى يعيد لها اعتبارها.

من جانبه ذكر الاختصاصي النفسي بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة ناصر الذبياني أن الافتخار بالقريبة وذكر اسمها كعزوة يقتصر على بعض العائلات المرموقة في المجتمع، حيث تكون المرأة قامت بعمل بطولي لا تستطيع أي امرأة أخرى أن تفعل مثلها أو أن تأتي بما أتت به، فمن هنا، يفاخر الرجل باسم شقيقته أو أمه، حيث يكون التاريخ قد خلد فعلها الذي لقي استحسان وقبول من جميع شرائح المجتمع، ولذلك يصر أقرباء مثل هذه المرأة على الانتخاء باسمها واستذكاره في أي مناسبة أو واقعة، من أجل تمجيد ذكرها وفعلها، وحتى يظل صيت القبيلة شائعاً بين القبائل الأخرى.

وأضاف الاختصاصي النفسي أن المجتمعات المحافظة على العادات والتقاليد والتي توارثت كلمة عيب من الأجداد، ترى أنه من الفضيحة والعار ذكر اسم الأخت أو الأم أو الزوجة أو ابنة العم، وللأسف مثل هذه الاعتقادات الخاطئة تسربت ونقلت إلى الأجيال اللاحقة وما زالت حتى اليوم متوارثة ويتناقلها الأطفال الذين اكتسبوا تلك الثقافة الخاطئة فباتوا يرون أن من أكبر الأخطاء أن يعرف الآخرون أسماء محارمهم أو أن يقول أمام الآخرين "أنا أخو فلانة".

ويوضح الاختصاصي الذبياني: أن بعض الشباب في هذه القبائل يشعرون من الناحية النفسية بنقص في الشخصية والرجولة وانتقاص في الكرامة، فقط لمجرد معرفة الآخرين لأسماء محارمهم. مرجعاً ذلك كله إلى العادات والتقاليد التي تربوا عليها.

ويشير الذبياني إلى أنه وبسبب مثل هذه العادات والتقاليد الخاطئة، فقد تحرم المرأة من حقها بذكر الاسم والافتخار به وهو على عكس ما جاء في القرآن الكريم عندما ذكر السيدة مريم ابنة عمران، حيث وردت فيه سورة كاملة باسمها.

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس