الموضوع: من كل بحر قطره
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2012, 10:12 AM   رقم المشاركة : 25

 

.

*****

حديث الذكريات

د. أحمد عبدالقادر المهندس


الحديث عن الذكريات حديث محبب إلى النفس، فالإنسان بطبيعته يحن إلى الذكريات، وخاصة ذكريات الطفولة الجميلة، ذكريات السمر البريء، ذكريات الزمالة والصداقة مع بعض الأصدقاء والزملاء، ذكريات اللهو الممزوج بالرأي الصائب والفكرة الجيدة..

ولكن ما قيمة الذكريات؟ وهل للذكريات معيار في تحليل النفس البشرية ومعرفة أغوارها؟!

إن الذكريات هي صورة النفس من الماضي، ونبش في ذاكرة الأيام والليالي الماضية بل هي تأمل في اللحظات والدقائق التي مضت من عمر الإنسان.

والذكريات الجميلة هي أغلى ما يملكه الإنسان من الصور والمشاعر الجياشة بعد انطواء الزمان وربما تبدل المكان، أما القيمة المعنوية من تصاريف الليالي والأيام الماضية، فقد عبر عن ذلك أحد الشعراء عندما قال:

شيئان لو بكت الدماء عليهما

عيناي حتى تؤذنا بذهاب

لم يقضيا المعشار من حقيهما

شرخ الشباب وفرقة الأحباب

انها صورة تثير الشجن وتستجيش الحزن والندم.

والذكريات البائسة هي كما يقول الشاعر الايطالي المشهور دانتي ذكريات الحزن والشجن، ويعبر عنها بقوله: «إن من أشقى الشقاء ان نتذكر أيام سعادتنا في أوقات شقائنا».

ولا شك ان الذكريات يمكن أن تعطي للإنسان صوراً متعددة للنفس البشرية في أثناء تطورها وتأثرها بمجريات الحياة والأحداث.

وعلى ضوء هذه الذكريات وما ينبثق عنها يمكن للطبيب النفساني ان يعالج بعض الأمراض بواسطة الإيحاء النفسي والجلسات النفسية للافضاء بالأسرار والرغبة في الكشف عن ما توحي به هذه الذكريات.

إن الذكريات الأولى ولا سيما ذكريات الطفولة والصبا يمكن أن ترسم صورا لحياة الإنسان وتطوره الوجداني، وهي عنصر مهم لمعرفة سلوك الإنسان في مراحل حياته المختلفة، والتي تعكس صورة لتطوره الوجداني، وقدرته على التكيف مع البيئة والمجتمع..

(منقول من صحيفة الرياض)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس