عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2011, 05:27 PM   رقم المشاركة : 2

 


موضوع شيق ويستحق الاثراء واليك بعض ما طلبت 00
زايد قوة الإرادة وبعد النظر

كان موضوع حماية البيئة وتنميتها ومواجهة قضاياها من الموضوعات الرئيسية التي طالما حظيتا باهتمام بالغ من جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبرز هذا جليا في برامج وخطط التنمية بأبعادها المختلفة حيث اهتمت الدولة بالآثار الاقتصادية والاجتماعية على البيئية فقامت بالدراسات العلمية وأنشأت المؤسسات والهيئات الخاصة لإدارة وحماية البيئة كما حرصت على رسم الاستراتيجيات البيئية وتحديد أولويات العمل البيئي مثل مكافحة تلوث الهواءوتلوث الماء ومكافحة التصحر وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
وبفضل الجهود التي بذلها الشيخ زايد لمحاربةالتصحر وتكريس واقع بيئي مشرق أصبحت دولة الإمارات مثلا يحتذى به في التحدي والتصميم على تحقيق إنجازات عملاقة في شتى نواحي الحياة للحاق بركب الحضارة والتقدم وبناء دولة عصرية بصورة موازية مع بناء الإنسان ورعاية المواطن والنهوض بالمجتمع والمحافظة على تراثه وتقاليده 0 وخلال فترة حكمه للمنطقة الشرقية، التي بدأتفي عام 1946، حرص الشيخ زايد على تنمية الإمكانيات الزراعية من خلال استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة، وبناء الافلاج، وإنشاء القنوات التي كانت تصل الماء من الافلاج إلى الأرض الزراعية، واتاح استخدام المياه للجميع بدون مقابل 0
ومع توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 حرص الشيخ زايد على الاهتمام بالقضايا البيئية حيث حظر الصيد في إمارة أبوظبي منذ عام 1977م، فضلا عن معجزة زراعة الصحراء والتي تعتبر أحد أهم الإنجازات الخالدة للشيخ زايد حيث استطاعت دولة الإمارات وبفضل سياسته الحكيمة ترويض الصحراء والتغلب على طبيعتها القاسية الجافة، ودرجات الحرارة العالية لتتحول إلى أرض خضراء 0
ويرجع عشق المغفور له الشيخ زايد للصحراء إلى ارتباطه بقيمها المتمثلة في الشهامة والفروسية وكرم الضيافة والهدوء الذي يدعو إلى التأمل في القدرة الإلهية وإبداعاتها التي لا يمكن وصفها برغم الإحساس بها لكن نظرته لا تغفل عن الجانب المخيف من الصحراء المتمثلة في زوابعها ومناخها القاسي ورمالها المتحركة وقد نجحت الخضرة التي تزحف على بقاع كثيرة في التخفيف من وطأة الصحراء والتقليل من مساحتها الشاسعة 0 وأكدت الدراسات حينها أن إمارة أبوظبي تعاني من التصحر وانجراف الرمال نحو المزارع التي أقيمت فعلا وتراكمها حول النباتات مما يؤدي إلى دفنها والقضاء عليها مما يهدد التنمية الزراعية. ولكن عمل الشيخ زايدرحمه الله- على تسطيح الكثبان والتلال التي تهب منها الرمال وفرش طبقة جديدة من الطين فوقها وتم تقسيمها على المواطنين الذين أقبلوا على زراعتها وعمل على توفيرشبكات الري والمياه والبذور والأسمدة وتوفير الإرشاد الزراعي وإقامة أحزمة خضراء من الأشجار حولها كمصدات للرياح ولتثبيت التربة، كما أمر بزراعة الغابات حول المدن لحماية الزراعات والمدن من هجمات الصحراء المحملة بالرمال وتلطيف الجو وتقليل نسبةالرطوبة.
كما حرص الشيخ زايد على أن تتخذ دولة الإمارات مجموعة هامة من الإجراءات وتضع برامج عمل لمكافحة التصحر منها الاهتمام بالمياه الجوفية وإنشاء السدود واستخدام مخصبات التربة وإنشاء مصانع الأسمدة والاهتمام بالزراعات المقاومة للملوحة. كما عمل على تشجير جانبي الطريق بين العين وأبوظبي وكان هذا المشروع بداية نجاح زايد في معالجته قسوة الصحراء. وبفضل هذه التوجيهات انتشر اللون الأخضر في مساحات واسعة من الصحراء 0
ثم بدأت الرقعة الخضراء تتسع من الغابات والنباتات والحدائق الامر الذي يدعو إلى الفخر حيث تمكنت دولة الإمارات من إعادةالخضرة إلى المناطق الصحراوية 0 وأشاد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعةالعالمية بجهود دولة الإمارات بقيادة المغفور له الشيخ زايد في مكافحة التصحر وحماية النباتات وقال: (( إن منظمة الأغذية والزراعة العالمية تبني كل إستراتيجيها على مبدأ استدامة التنمية وأن هذا المبدأ يتوافق مع الفكر البيئي الإنمائي للشيخ زايد –رحمه الله-)).
كما أولت دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ زايداهتماما بالغا بقضية المياه حيث أجريت العديد من الدراسات والأبحاث وفق أسس علميةبهدف إيجاد وسائل وآليات جديدة فاعلة لحماية المياه من كل عوامل الهدر وفتح آفاق مستقبلية نحو مصادر إضافية جديدة بالإضافة إلى تدعيم وحماية المخزون الجوفي الهام.
وكانت حكمة الشيخ القائد وفطرته التي ارتبطت بالبيئة تنظر إلى أفق بعيد ولم تقف عند حد حمايتها وإنما اتجهت كذلك إلى تنميتها وتطوير عناصرها المختلفة، فأنشئت على أرض الإمارات عدد من المحميات الطبيعية منأهمها محمية جزيرة صير بني يأس التي تعد واحدة من أكبر المحميات التي أقامهاالإنسان في شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة والنوعية حيث تضم أنواعا نادرة من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض فأصبحت ملاذا وموئلا للحيوانات البرية والطيوروبشكل خاص حيوانات الريم والنعام والغزلان العربية والمها معقوفةالقرون.
ويعود الفضل في نجاح خطط وبرامج الحفاظ على المها العربي في دولة الإمارات إلى الاهتمام الشخصي والخاص للشيخ زايد حيث كان من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينات إلى أن المها العربي أصبح مهددا بالانقراض فأصدر توجيهاته بأسر ما يمكن منها حيث تم اسر 4 منها وأمر من اجل الحفاظ عليها بتأسيس أول حديقة حيوان في العين. وبعد بدء عمليات تطوير جزيرة صير بنى يأس بدأبرنامج توطين المها وأسفرت جهود الإكثار عن نجاح منقطع النظير فازدادت أعدادها في الدولة حتى أصبحت دولة الإمارات الآن تمتلك اكبر عدد منها يصل إلى ما يزيد على 2.500 حيواناً بعد أن كانت معرضة للانقراض بسبب الصيد الجائر والزحف الحضري.
وفي مجال الصقارة والمحافظة على الطبيعة،استمرت جهود زايد دون تعارض، ليس فقط بفضل جهوده ومشاريعه وتوجيهاته المباشرة،وإنما أيضاً بكونه كان مصدر إلهام ورعاية لمبادرات عديدة اتت أكلها وساهمت بقدركبير من العطاء على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. فوجه الشيخ زايد فيعام 1977 بإكثار طائر الحبارى الآسيوي في الأسر في حديقة حيوان العين حتى قبل أن يصبح مهدد بالانقراض حيث أعلن في عام 1982م عن تفقيس أول فرخ في الأسر في دولةالإمارات. وفي عام 1989م تم تأسيس المركز الوطني لبحوث الطيور الذي أصبح في ما بعد جزء من هيئة البيئة - أبوظبي برنامجه الطموح لإكثار الحبارى الآسيوية والذي تطور منبداية متواضعة حتى وصل إلى إنتاج ما يزيد عن 200 طائر في عام 2004م، وهو يسير باتجاه الهدف بعيد المدى الذي حدده الشيخ زايد بإنتاج 10.000 طائر حبارى آسيوي سنوياً وإطلاق معظمها لزيادة أعداد المجموعات البرية. كما وجه الشيخ زايد بضرورة تعزيز التعاون وإجراء البرامج المشتركة مع الدول الواقعة في نطاق انتشار الحبارى من الصين إلى اليمن بالإضافة إلى تحفيز الدول المعنية بالانضمام إلى المبادرات المحلية والإقليمية والعالمية الرامية إلى الحفاظ على طيور الحبارى الآسيوية التي تمثل قيمةإنسانية وتراثية لا يمكن الاستغناء عنها وخاصة في شبه الجزيرة العربية. ويعتبر مركزالإمارات لتنمية الحياة الفطرية (برنامج إكثار الحبارى) بميسور بالمملكة المغربيةالذي أنشئ بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد أول مركز في العالم استطاع أن يطبق الاستراتيجية العالمية للحفاظ على الحبارى ويقوم المركز منذ إنشائه عام 1995 بإكثارالحبارى في الأسر ليتم إطلاق بعضها بالبرية للتكاثر كما اهتمت دولة الإمارات بالآثار الاقتصادية والاجتماعية للتدهور البيئي فقامت بالدراسات العلمية وحرصت على رسم الإستراتيجيات البيئية وتحديد أولويات العمل البيئي وذلك من خلال العمل المؤسسي فأنشئت الهيئة الاتحادية للبيئة عام 1993التي أوكل إليها الاهتمام بالشئون البيئية على المستوىالاتحادي. ثم جاء إنشاء هيئة البيئة – أبوظبي (هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطريةوتنميتها سابقاً) في عام 1996 لمواكبة المفاهيم العالمية للتنمية المستدامة وإنشاءالإدارات البيئية على أسس علمية تعمل على حماية وتطوير البيئة وتعزيز وتنسيقالتعاون الدولي في مجال حماية البيئة وتنمية مواردها الطبيعية.
ومن منطلق قناعة دولة الإمارات العربيةالمتحدة وإيمانها الراسخ بأهمية العمل الدولي المشترك من أجل حماية البيئة والتنوع البيولوجي والحد من آثار التدهور البيئي في مختلف أنحاء العالم انضمت الدولة إلى العديد من الاتفاقيات الإقليمية والعالمية كما حرصت دولة الإمارات على المشاركة بمختلف المؤتمرات العربية والإقليمية والعالمية فضلا عن تنظيم عدد من المؤتمرات والنشاطات التي تناقش مختلف القضايا البيئية.
وحظيت هذه الجهود باحترام وتقدير المنظمات والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية في أكثر من مجال، فقد نال صاحب السمو رئيسالدولة على العديد من الجوائز على المستويين العربي والدولي حيث منح مهرجان الشباب العربي والذي عقد في بيروت خلال شهر سبتمبر 1993 المغفور له الشيخ زايد لقب رجل البيئة والإنماء لعام 1993 وذلك تقديرا لدوره الرائد في حماية البيئة ومكافحةالتصحر. وفي نفس العام منحته جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية تعبيراعن اعتزاز كافة الشعوب العربية والإسلامية بجهوده المقدرة في مكافحة التصحروالاهتمام بالبيئة والمشاريع الإنمائية على مستوى الإمارات والدول العربية والإسلامية الشقيقة. وفي عام 1995 حصل الشيخ زايد على جائزة مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات بجدة «الشخصية الإنمائية لعام 1995» وفي ديسمبر عام 1995 قدمت للشيخ زايد جائزةتقديرية وميدالية ذهبية من منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) تقديرا لجهوده في نشر التنمية الزراعية داخل دولة الإمارات ومساهماته في عدد من الدول النامية في هذا المجال. وتبرع المغفور له الشيخ زايد بتكلفة تدريب وتخريج طلاب وطالبات من برنامج الماجستير البيئي من جامعة الخليج العربي بالبحرين وجاءت هذه المنحة السخية تتويجا لجهود سموه للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية وتنميتها ورفع القدرات البيئية للمواطنين الشباب في التحصيل العلمي والاختصاصي الأكاديمي سواء في جامعة الإمارات أو على المستوى الخليجي والإقليمي في جامعة الخليج العربي بالبحرين. ومن الجوائز والأوسمة العالمية وسام المحافظة على البيئة الباكستاني وجائزة إعمال الخليج عام 1966.
ونال المغفور له الشيخ زايد في مارس 1997جائزة (الباندا الذهبية) من الصندوق العالمي لصون الطبيعة تقديراً للجهود التي بذلها في مجال الحفاظ على البيئة وحماية الحياة البرية ليكون بذلك أول رئيس دولةيحصل على جائزة بيئية عالمية ومنح الشيخ زايد في يونيو من العام 1997 شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الزراعة من جامعة عين شمس، وذلك تقديرا لجهوده الكبيرةفي مشاريع التنمية الزراعية. كما اختارته منظمة المدن العربية في دورتها السادسةالتي عقدت بالدوحة في مارس 1998 لنيل جائزة "داعية البيئة"، وفي نفس العام اختير كأبرز شخصية عالمية من قبل هيئة رجل العام الفرنسية تقديرا لجهوده في مكافحة التصحروالاهتمام بالبيئة والمشاريع الإنمائية. وبمناسبة يوم البيئة العالمي في يونيو 2000م كرمت لبنان الشيخ زايد واختارته رجل البيئة لنفس العام وتسلم شهادات التقدير وهدايا تذكارية تاريخية من معهد الجودة اللبناني
.
واعترافا من منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بجهود الشيخ زايد في خدمة البشرية واهتمامه الكبير بقضايا الزراعةوالغذاء ومصادر المياه وضرورة توفير ذلك للناس أينما كانوا وخاصة في البلدان الفقيرة، قررت المنظمة في شهر مايو 2001م منحه ميدالية اليوم العالمي للأغذية. وكرمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" في عام 2002م تقديرا وعرفانا لجهوده المخلصة في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر ونشر الرقعة الخضراء وتسخير كافةالإمكانيات لحماية البيئة والمحافظة عليها.
وفي شهر أبريل 2005 اختار برنامج الأمم المتحدة للبيئة "يونيب" المغفور له الشيخ زايد واحدا ضمن سبع شخصيات عالمية بوصفهم أبطالا للأرض وذلك اعترافا وتقديرا لجهوده التي حققها في سبيل حماية البيئة في دولةالإمارات العربية المتحدة وفي مناطق أخرى من العالم 0

ارجو ان تكون المساهمه مقبوله تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس