عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-2010, 02:44 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 

من إبداعات عبدالعزيز رحمه الله قصة ( الوانيت )
والتي سوف أطرحها على جزئين لضيق الوقت فعذراً .



الوانيت

باع (أبوعبدالله) الحمارة برخص التراب ، وأربعاً من الغنم، وعرض على الجماعة في
مقعد مابعد العصر .. جبته الصوفية ذات اللون الأحمرللبيع .
وأحاطت زوجته قامتها بلفة من يدها حلفاناً باليمين ، أنها لم تدخر من جوهرالفضة وحبات (الظفار)
.. بعد اليوم شيئاً . ومادام الحال ، سيغدو مثل الآخرين في الأحوال .. فما الحاجة إلى متاع لايجعل
المرء في عيون الناس غير ناقص عنهم ؟!
اليوم إبتاع (الجبلي) سيارة وانيت بيضاء ، بحوض يتسع لكل ثقيل يحمل عليه ، والبارحة ، كان (أبوخرج)
بعد ان كسّر وجبّر ، يهيء لسيارة إبنه التي إشتراها من فوق لحمه الحي .. مكاناً فسيحاً في الساحة .
وتقول (صالحة الفروية)انها أراحت عجيزتهاخلفما اشترى أبوالعيال . سيارة ، تحمل الماء والطحين ،
ومقاضي السوق ، والمريض إلى الدكتور ، والصبيان إلى المدرسة .
فماذا ينقصك يا (أبوعبدالله ) عن الجماعه !
وبماذا تميزرجال القرية عنك ؟ لهم مثل مالك ، مزارع ، وماشية ، وبيوت من حجر وطين ..
فلتجمع فتات مالك وحلالك وحلي (أم عبدالله) ولتستعين بذي الرزق البيصر، توكل عليه في خطوتك
وانطلق إلى صاحب معرض السيارات ، الذي يبيع بما يقبض من حاضرالنقد ، وبالدين ، وبالتقسيط .. تشتري
سيارة فارعة البياض ، بخطوط جانبية حمراء ، وحوض مسيّخ بالقضبان .
-------------- ------------ ---------------
جرى ماجرى من أمر البيع والشراء ، وكتب البائع على صاحبنا في وثيقة البيع .. قسطاً من القيمة
يسددعلى مدارعام .. يبدأ بعد شهر قمري .. فرضي (أبوعبدالله) .. يكون (عبدالله) بعد شهرقد تخرج
من( معهد إعداد المعلمين) ووجّه مدرساً .. يقبض المعاش ،ويسد القسط .
وحين غمس (عبدالله) مفتاح السيارة في رقبة المقود ، واشتنهض معرفته التي جمعها مع الأيام من
بعض زملائه أصحاب الوانيتات .. وجه قبلتها من مكان المعرض بمركز سوق القرى .
إلى أن وضعت دواليبها السود في أول مدخل خط القرية الترابي .
وكانت فرحة طفولية تلمع في صدره كالنجم الأخضر ، وتترجرج مع رجرجات الطريق الجبلي
المتعرج ، بينما كان (أبوعبدالله) الشايب ، يتوقأ متحسساً وقع دوران العجل على صلابة الأرض
، وتضاريسها المكتسية بالحصى والتراب ، وكان هو الآخريترجرج ، ويحاذر أن تديررائحة
البنزين رأسه المعمم ،فتستثار معدته ويرى النجوم في عز الظهيرة . غيرأن سعادة يسيرة،
ربما تكبرفي البيت .. كانت تتلمس خفاياه .
استقبل الأولاد على مسافة من البيت بعيدة ، السيارة الجديدة ، وتعلقوا بحوض صندوقها كالحالمين ..
فنهرهم أبوهم مخافة أن يقعوا عن ظهرها فتدهسهم ، وشتم شقاوتهم .. لكنه ما لبث أن بلع لسانه
أمام مقدم الضيف الجديد ، والمنتظر منذ زمن ليس بالقصير .
وقالت (أم عبدالله) وهي تقر عينها بإبنها المتعلم :
الحمد للذي لاتسهى عينه ولاتنام .. اليوم إهنئي يابنت فلان ، لديك الزوج المحب، والولد ،ولديك
في عيون الأخريات : كالعروسة بيضاء وانيت .. بخطوط في الجانبين حمر، لاتنقص ولاتبقص
عن سيارة (صالحة الفروية) او (الجبلي) ز
تبادل كل أهل الدارالتهاني والتبريكات ، وأحضروا إلى قربها في الساحة قهوتهم ، وقعدوا جميعاً
يتأملون ..يقتهون ، وبحسن الكلام والملحة يتحدثون .
وسقطت البنت الصغيرة بثوبها الشبيه بمكنسة القش .. من على جانب حوض السيارة .. إثرقفزة
شقية تعلق بها ثوبها ، فلقيت مع عناء سقطتها ، نثاراً من الإهانة والوعيد ، ابتلعته مع كثير من
لعاب الفم ، وقطر العين .

--------- -------------- ----------

يتبع .......... فالقصة لم تنتهي بعد ..........

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس