عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2009, 01:48 PM   رقم المشاركة : 1
عندما درسنا في أمريكاأنا ومسفر أبو عالي يوم الحصى خبز


 

كان الترابط الأسري أو ما يسمى بـ( الجبرا) سمة متوارثة من الآباء عن الأجداد لجيلنا في عام1380 ه وكنت حديث عهد بالزواج وللجبراء تركت الزوجة بعد انتهاء شهر العسل مع الأهل في الديرة وعدت لمقر العمل في مدينة جدة وهكذا أبناء العم يحيى وحسن يتركون زوجاتهم ويذهبون للمدن لطلب الرزق وأخوي عبد الحميد وسعد {رحمه الله}الذين لا زالا صغيرين أعضاء أسرة آل يحيى جميعنا تحت مضلة الوالد حسن بن يحيى [رحمه الله] وهكذا صفة الترابط في بقية الأسر في وادي العلي ..

هذه مقدمة لابد من إيرادها لتعريف الجيل الحاضر من أبناء الوادي ،إن الترابط الأسري يتطلب التضحية من الفرد لمصلحة الأسرة ...

أنسوا المقدمة وتعالوا معي لمتابعة هذه المواقف الطريفة بمشاركة صديق الطفولة والصبا والشباب والـ... وبرضه الشباب/ سعادة الدكتور سعيد عطية أبو عالي المدير العام السابق للتعليم بالمنطقة الشرقية وأرجوا أن يسمح لي باستخدام أسمه الأول مجرداً من الألقاب في بقية الموضوع:

في عام 1381 أو 82هـ أتى سعيد من الديرة ليقدم اختبار الكفاءة المتوسطة نظام سنة منازل ومعه عبدالله بدران ومحمد العبد الله من قرية عرا يقدمون اختبار لنفس الشهادة نظام ثلاث سنوات وبحكم الصداقة طلب مني أن أسكن معه والأخوين عبد الله ومحمد طوال فترة تواجدهم للاختبار في جدة وكنت قبلها ساكن أنا والأخ نائف بن عوضه في حي الكندرة وتحقيقاً لرغبته اعتذرت مؤقتاً من نائف حتى يعودون للديرة وسكنا في حي السبيل في ملحق أرضي منفصل لبيت علي أبو عالي نحن سعيد وعبد الله ومحمد وانا ومسفر أبو عالي

وكان عند مسفر سيارة أجرة يعمل بها بين جدة ومكة المكرمة ويحاول أن يكون مبيته في جدة حتى ولو جاء السرى عنده للتحميل حتى لاتفوته جلسة الأنس وفي ذات ليلة في معمعة الاختبارات جهز لنا مسفر كبسة رز بخاري على أقتين لحم خروف حري الأقة بثلاثة ريالات والأقة تساوي كيلو وربع وعملي كان دائماً من الثانية بعد الظهر إلى الثامنة مساء وبعد وصولي من العمل كانت الكبسة جاهزة وتوليت أنا باقي المهمة من غرف الكبسة وفرد السفرة ورفعها بعد الانتهاء وغسيل النحاس وتسوية الشاهي بالبراد الشنكو العلاّقي ... والباشوات فقط يذاكرون ويأكلون ويشربون الشاهي ليستعينون به على السهر .. ولو يتخنطل الواحد منهم في البراد أوفنجال الشاهي ماتكرم بتعديله.. فضلاً عن رفعه ..

أقول بعد مادقينا الكبسة وشربوا الأخوة المذاكرين الشاهي [الشاي] راح الأخ سعيد ينام بعد مالخص المادة التي سيختبر فيها في الغد وليصحا مبكراً لمراجعة ملخصه ، أمّا عبد الله ومحمد فمذاكرة مؤاد ثلاث سنوات .. شيء يهد الحيل .. أنا والأخ مسفر أبوعالي فردنا فراشينا بجوار بعض ووضعنا باقي الشاهي بيننا والراديو بجانبي باعتباره ملكي وأنا المتحكم فيه والصوت مرخي على قدر أذانينا أنا ومسفر ودار بيني وبين مسفر الحوار التالي ولكن بصوت مرفوع ليصل مسامع السادة المذاكرين :-

مسفر : تصيّر يا علي يوم كنا ندرس في أمريكا
أنا : الله أكبر.. ياذيك الأيام ما أحسنها
مسفر : أياااام !!! يوم كانت الحصى خبز!!!
أنا : تصيّر يوم كل واحد منا متعلق زمزمية الحقينة في جنبه مع جنب الخباء الذي فيه دروسنا وكنا بعد الحصة الرابعة وفي الفسحة الكبيرة يطابق الواحد منا مع جنب أقرب هضبة من المدرسة ويفتجي له فجوة في الهضبة ويصب الحقينة فيها وهات ياخفس ونبتل في فجوة الحقينة من طرف الهضبة .. ذا كنها خبزة أم الواحد ذا حوب ما أخرجتها من تحت المشهف

رفع رأسه محمدالعبدالله وكان منكب يذاكر ولكن أذنه كانت معنا ووجه لنا سؤال بسذاجة مفرطة فاغراً فاه مع أنه ذكي.. لكن جدية الحوار أفقدته صوابه
قائلاً : وجه الله .. صداقا ..
قال عبد الله بدران معلقاً على ماسمع : وبضحكة ساخرة : ذاكر يا محمد دروسك .. ذولي .. سماها .. لا يغرونك عن مذاكرتك..

وضحكنا جميعاً بما فينا الأخ المنسدح الذي لم ينم بعد .. ومرت أيام الأختبارات وبعد آخر إجابة سلمت للجنة المراقبة عاد عبدالله ومحمد لمقر العزبة وعلى سرا مكة استعدادا لخروج إلى الديرة وبقي سعيد لمدة أسبوعين كانت أجمل أسبوعين في ذلك العام رغم قلة الإمكانيات إلاّ أن وجودنا مع بعض .. مسفر وسعيد وأنا

وكان سبب جمال الأسبوعين .......

سأكمل لكم في الحلقة القادمة بأذن الله كيف نصبنا على يحيى العفاس أنا وسعيد في قصة ظريفة ...إلى اللقااااااء .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس