كان الشاعر في بعثة إلى لندن و قد كان يقطن عند عائلة إنجليزية و في
أحد الأيام وصلته رسالة ( مكتوب ) من أخيه ابو خالد فقام الشاعر خلف
بالبكاء عند رؤية المكتوب مشتاقا إلى أهله و خلانه و وطنه وعندما رأته
ربة المنزل الإنجليزية يبكي قالت له : لا تبكي نحن مثل أهلك فأخذ الشاعر
من هذه الكلمة موقفا خاصا فغاص في بحر شعره و هذه القصيدة الجميلة :
أهلي بعيد و ذقت هجر و عواقيب *** يا اكآلة الخنزير ما أنتم هل لي
أهل محبتكم دعاية و أكاذيب *** تتكهنون إن الهوى صافي لي
في محفظتكم فرحتي يا معازيب *** رسالة عنوانها من محلي
عطوني أقراها و اوسع لها الجيب *** جيب القميص لحملها ما يملي
مكتوب يطلع لي بطية مكاتيب *** ولعل مكتوب الحبايب يسلي
من دمع عيني ما قريته بترتيب *** ساعة نشرت قمت ارحب و اهلي
و اشوف يا مكتوب فيك التعاجيب *** المنشي أصبح ما قطع عبرة لي
لكن يا ترحاب و أجمل تراحيب *** واللي نقص من شرحكم جايز لي
لنا يا ابو خالد عليكم مطاليب *** أخباركم بأقلامكم ونسة لي
وإن سلت عني مستقيم على طيب *** ارعى حقوق الله و اكبر وأصلي
عن فرض ربي ما تهاون ولا أغيب *** مكة و أنا في إنجلترا قبلة لي
و في واجب الله بذلنا التسابيب *** وخدمة حبيب المملكة غاية لي
وعبد الله أرسلنا لكسب و تجاريب *** يبي رجال بالعمل تستقلي
إن ما وفينا معه حياتنا عيب *** أحسن نروح مع البهايم نفلي
اتمنى ان تحوز على رضاكم