عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009, 08:38 PM   رقم المشاركة : 1
هــيـا بـنـا نــتـفــاءل


 




الحياة تحمل في طياتها زخم كبير من المصاعب والمتاعب ،

فتارة تجعل الإنسان في زنزانة الهموم والغموم ،

يصول ويجول فيها بنفسية متعبة ، وآمال محطمة ، وتفكير ممزق ،

حتى يجني من ذلك الشقاء واليأس والإحباط

ينبغي على المؤمن أن يوقن بأن حال المشقة والتعب والآلام والمصائب

أمر طبيعي في حياة الإنسان ( لقد خلقنا الإنسان في كبد )

يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره :

قال علماؤنا :

( أول ما يكابد الإنسان قطع سرته , ثم يكابد الضيق والتعب , ثم يكابد الارتضاع ,

ولو فاته لضاع , ثم يكابد نبت أسنانه , وتحرك لسانه , ثم يكابد الفطام ,

الذي هو أشد من اللطام , ثم يكابد الختان , والأوجاع والأحزان , ثم يكابد المعلم وصولته ,

والمؤدب وسياسته , والأستاذ وهيبته , ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه , ثم يكابد شغل الأولاد ,

والخدم والأجناد , ثم يكابد شغل الدور , وبناء القصور , ثم الكبر والهرم , وضعف الركبة والقدم ,

في مصائب يكثر تعدادها , ونوائب يطول إيرادها , من صداع الرأس , ووجع الأضراس , ورمد العين ,

وغم الدين , ووجع السن , وألم الأذن . ويكابد محنا في المال والنفس , مثل الضرب والحبس ,

ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة , ولا يكابد إلا مشقة , ثم الموت بعد ذلك كله ,

ثم مساءلة الملك , وضغطة القبر وظلمته ثم البعث والعرض على الله ,

إلى أن يستقر به القرار , إما في الجنة وإما في النار
)

ومع تنوع الآهات والزفرات والمتاعب ،

يظل التفاؤل له رونقا من نوع آخر ~ يكفي بأنه يزرع الأمل ~

يكفي بأنه يعمق الثقة في النفس ~ يكفي بأنه يدفع للنشاط والعمل ~

إن أعظم أمر في التفاؤل هو حسن الظن بالله والتوكل عليه ،

فذلك باعث على أن وراء المحنة والمصيبة فرج قريب ، و يسر رهيب ، و أجر كبير ،

فإذا أوكل الإنسان نفسه لربه ، واتسم بالرضا على القضاء ، وتحلى بالصبر ، وتسلح بالدعاء ،

فإن ذلك يقود لحالة نفسية إيجابية تقاوم أحزان الحياة وآهاتها ، وتدكدك جبال اليأس وقشورها ~~

مهما أظلمت عليك الدروب فحدث نفسك على التفاؤل ،

فإن ذلك أجمل حديث للنفس في ظل الظروف والمصائب ،

وليكن هذا الحديث موضوعيا بحيث لا يُبنى على نتائج مثالية ،

فيكفي من حديث النفس بالتفاؤل الراحة والسعادة والأنس ،

ولو حصلت النتيجة المرجوة ، كان لذلك لذة لا يطعمها اليائسين المحبطين .

ما أجمل التفاؤل في زمن الشدائد~

فهو يحيى الآمال في جوف الآلام ،

ويسكب طعم لذة الفرج بعد ظمأ التعب والأرق ،

ويعيد الحياة المشرقة والإبتسامة الناصعة ~

إذا ً ارفع شعار أنا متفاءل

حينئذ نقول :


وداعا للحزن

وداعا للأسى

وداعا للألم

وداعا لليأس

فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل أستودعكم الله

~ ومضة ~


أحط نفسك بالمتفائلين



غفر الله لكاتبه وقارئه وناقله




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس