الموضوع: السلفية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2011, 07:11 AM   رقم المشاركة : 2

 

يا أيّها المسلمون، سَلفُكم هو محمَدٌ وصحابتُه والقرون المُفضَّلة؛ فبأيِّ كتابٍ وجدتموهم يقتلون المسلمين، أو يخونون المُستأمنين، أو يدعون من دون الله الأئمةَ والصالحين، أو يتبرَّكون بالأضرحة وقبور السالفين، أو يُثيرون الفتن بين المسلمين؟!
سلفُكم -يا أيها المسلمون- حريصون على جمع الكلمة، ووحدة الصفِّ، وتنقية الدين من تحريف الغالين وانتحال المُبطِلين وتأويل الجاهلين. سلفُكم كانوا أهدى طريقًا، وأقومَ مسلكًا، وأتبعَ للكتاب والسنة، وأعلمَ بالوحي؛ فكانوا حقًّا مسلِمين.
الانتسابُ للسّلف ليس دعوَى يدَّعيها شخصٌ أو جماعة، أو يتبنَّاها حزبٌ أو مُنظَّمة؛ بل هي طاعةٌ واتباع، ووحدةٌ واجتماع، ونبذٌ للفُرقة والاجتماع.
منهج السلف الصالح هو الإسلام الأول الذي عرفه أبو بكرٍ وعمر وعثمانُ وعلي، هو النَّهجُ الذي قاتلَ لأجله خالدٌ وسعد، واستُشهِد في سبيله حمزةُ ومُصعب، هو الجادَّة الذي سلَكها ابنُ مسعودٍ وابنُ عباس، وهو السبيلُ الذي ترسَّمه الحسنُ البصري والنَّخعيُّ والشعبيُّ، وهو الفِجاجُ التي طرَقَها أبو حنيفة ومالك والشافعيُّ وأحمد، هو الطريق الذي خطا فيه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وأولئك كلّ أولئك وكثيرٌ غيرهم على منهجهم، سِيَرُهم محفوظة، وآثارُهم معلومة، وكتبُهم مُسطَّرةٌ ومخطوطة.
فالسعيدُ من تمسَّك بما كان عليه السلف، واجتنبَ ما أحدثَه الخلف، وما أسهل الاتباع وأيسر الاهتداء إن عافَى الله من دعاة الضلالة.
وقد شهِد الله تعالى بقوله: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة: 100]. عن عمرانَ بن حُصين قال: قال رسول الله : ((خيرُ الناس قرني، ثم الذين يلُونهم، ثم الذين يلُونَهم)) الحديث. أخرجه البخاري ومسلم.
أيّها المسلمون، إنّ منهج السلف الصالح هو المنهجُ الذي يُمثِّل هذا الدين العظيم في شُموله وصفائه كما يُمثِّل المسلمين في اجتماعهم وائتلافهم، إنه اسمٌ ينتظِمُ الإسلامَ كلَّه كما ينتظِمُ جميعَ المسلمين الثابتين على الإسلام الذي كان عليه النبيُّ وأصحابُه، فهو شريعةُ الله في صفائها، وهو عَقيدةُ الحق في نقائِها، لا يحقُّ لجماعةٍ أو فردٍ أن تحتكِرَه. فالذي يَرسمُ حدودَ هذا المنهج هو القرآنُ الكريم، والذي يُحدِّدُ معالمَه سنةُ النبيّ الخاتم، وهو الأمَنةُ من كلِّ خلافٍ واختلاف. بذلك المنهج تُعرفُ الحادثات من الدين فتُتَّقى، ويُعرفُ الأدعياءُ في علم الشريعة فيُحذَرون، ويُعرفُ الشاقُّون لصفِّ الأمة ووحدتها فيُجتنَبون، ويُعرف المُخلِصون المُهتَدون فيُتَّبعون.
تكمُن أهمّيّةُ نهج السلف الصالح في كونه التطبيقَ العمليَّ الأوّل للإسلام، تحت سمعِ وبصَر رسولِ السلام عليه الصلاة والسلام، وتمثَّلَه التابعون بعد ذلك تحتَ سمع وبصر الصّحابة المشهودِ لهم بالخيريَّة والاصطفاء، وكذلك تابِعوهم. فمَن الذي يُزايِدُ على ذلك النهج؟! ومن يجرؤُ أن يدَّعيَ أن الحق خلافَه؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا[النساء: 59].
بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس