عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2012, 02:44 PM   رقم المشاركة : 1
لا مساومة على الدِّين والوطن بقلم د. سعيد عطية أبو عالي


 

.

*****

الجمعة 12 صفر 1433هـ

لا مساومة على الدِّين والوطن


د. سعيد عطية أبو عالي


الوطن خط أحمر .. لماذا أصبحنا نردّد هذه العبارة؟ ولماذا نعطي للون الأحمر صفة لخط الوطن؟ ولماذا (اللون الأحمر) يرمز غالبًا إلى الخطر والخطورة؟ أحياناً تنشط بعض العبارات أو بعض المفردات لدى بعض الأفراد أو لدى بعض الجماعات أو الشعوب تجاوبًا مع حدث ما.

في وطننا ولدى أهلنا ازدهرت كلمات مثل «التنمية، التقنية، البعثات، الماضي، الحاضر والمستقبل وغير ذلك» وهي كلمات جميلة ارتبطت في أذهاننا بدلالات على رفاه العيش الكريم للمواطن وتطلع كل منا إلى مستقبله مع التزام بثوابتنا وهي «الدين» و»الخصال الحميدة».

ويبقى السؤال حائرًا حول أسباب ازدهار عبارة (الوطن خط أحمر) نسمعها وسمعناها من قادتنا ومفكّرينا ومن غالبية أهلنا، أفراد الشعب السعودي. إنها تدلُّ على أن «خطرًا ما» يهدّد الوطن. أو أن «ظاهرة ما» غريبة على مجتمعنا وثوابته الدينية والأخلاقية تنبئ بخلل أو اختلال في البنية الاجتماعية والتربية الوطنية.

لقد برزت هذه العبارة عندما بدأ نفر قليل من أبنائنا يضلون طريقهم إلى العيش السويّ مع أهلهم الأقربين وفي وطنهم الذي يحتضنهم.

لقد اختلطت لديهم المفاهيم العامة التي يؤمن بها «الجميع» إما لسوء تفسير، وإما لتربية خاطئة تحمّل النصوص ما لا تحتمل، وإما لضعف نفس أمام نفع مادي آنيّ؛ وهل يرجى أيُّ نفع من بعد الضلال؟؟

هل الوطن الذي يحتضن الحرمين الشريفين ويضمُّ بين جنباته رفات «أفضل البشر» (صلى الله عليه وسلم) ويعتمد «الشرع» أساسًا للحكم يستحق منا أن نعبث به أو أن نطيع أحداً فيه؟
هل أهلنا الذين يعرفون بعضهم بعضًا، ويتواصلون فيما بينهم، ويؤمنون بهدف واحد هو التمسُّك بالدين وخدمة الوطن، وبناء المستقبل لأبنائنا، واحترام الآخر يستحقون منا تقويض أمنهم وتعطيل مسيرة نهضتهم. إننا نعيش عصرًا يذهب فيه كل صباح ملايين الطلاب والطالبات إلى مدارسهم وجامعاتهم. إننا نعيش عصرًا انضم فيه مائة وثلاثون ألف طالب وطالبة لبعثات الملك الصالح عبدالله بـن عبدالعزيز لدراسة العلوم النادرة في أرقى جامعات العالم.

إننا نعيش عصرًا نرعى فيه آلاف المصانع والمزارع العملاقة ونعمل لإنشاء المئات منها .. إننا نعيش عصرًا تسير فيه النهضة الاجتماعية نحو تعزيز مكانة الوطن، وترسيخ رأيه الحُر، ونشر العدل والمساواة بين الجميع.

فهل هذا العصر يستحق منا أن نوقفه؟ أو نشوِّه صورته؟ وننكر ما يجري فيه؟

إنني لا أعدِّد منجزاتنا الوطنية فهي أكثر من أن تُحصى . ولا أمنُّ ما تحقق لأي مواطن فهو حقه ونحن جميعاً شركاء في الوطن وخيراته .. ولكننا جميعاً شركاء في حماية الوطن وصون أمنه؛ بل إننا شركاء في حماية «حرية» كل مواطن .. إن الاعتداء على حرية الآخرين لا يحقق «حرية» ولا نجاحًا ولا جاهًا للمعتدي .

لقد واجهنا حملات إرهابية عدوانية من داخلنا على وطننا وقيادتنا وشعبنا، ووقفنا ضدها. واليوم ونحن نواجه بألم وحزن ما يجري من عبث بأمن الأهل وأمن الوطن من قلة قليلة من أبناء محافظة هي وأهلها كرام علينا .. فيها علماء ومفكّرون ومبدعون لنستغرب ما حدث منهم .. ويزيد استغرابنا أن هذا العبث نتج عنه أرواح أزهقت، ونفوس جرحت وأحرجت .. هذا فضلًا عن تدمير المنشآت والسيارات والشوارع وترويع الآمنين .

إنني هنا أكرِّر التعبير عن حُزني وألمي؛ لأنهم ضلوا الطريق .

وفي النهاية تعالوا جميعًا نتذكر العبارة الخالدة «لا مساومة على الدين والوطن» والتي أطلقها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعـزيز «يحفظه الله» في وجه الحاقدين على بلادنا وشعبنا .. فالدين «نبراس» حياتنا والوطن هو «الحمى» الذي نعيش فيه .

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس