عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2008, 10:47 PM   رقم المشاركة : 1
مهلا أيها المسافرون..!


 






في كل عام في مثل هذه الأيام حينما تشتد حرارة الصيف اللاهبة،

التي ما هي إلا نفس من أنفاس جهنم، نسأل الله السلامة منها.

وعندما يلقي الصيف بسمومه يفر الناس إلى الشواطئ والمنتزهات عازمين السفر والتجوال،

حازمين الحقائب فراراً من حرارة الأجواء،

ويترجم ذلك التهافت على مكاتب الحجوزات للسفر في شتى القارات.

لسنا ضد مبدأ السفر، فالأصل فيه الإباحة،

وربما يكون مستحبا، أو واجباً إذا غلبت فائدته،

وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا = وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفـريج هم واكتساب معيشـة = وعلـم وآداب وصحبة ماجـد

فبالسفر يُطلب العلم، وفي السفر يُحجُّ بيتُ اللهِ الحرام،

وفي السفر صلةُ الأرحامِ، وفي السفر الجهاد في سبيلِ الله،

وفي السفر العظةُ والاعتبارُ،

وفي السفر كسب الرزق، وفي السفر ترويح مباح.

كما أنّنا لا نعترض على النزهة والترويح المباح؛

فإننا بحاجةٍ إلى الراحة بعد الكد والتعب، وبحاجة إلى الهدوء بعد الضجيج،

وبحاجة إلى الإجازة بعد العمل، ولا ينكر ذلك إلا مكابر.

إنّ الإسلام يقر ذلك، وهو دين الفطرة.

وقد جاء حنظلة بن عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

يشكو إليه الغفلة عن الطاعة أثناء ملاعبة الأطفال ومعاشرة النساء:

(قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وَمَا ذَاكَ؟

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ،

فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا،

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ

لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ

وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً
ـ ثَلاثَ مَرَّات ـ)

رواه البخاري رقم ( 4937).

 

 

   

رد مع اقتباس