عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2008, 11:24 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 



فاتقوا الله..

فما للنفوس لا تتزود من التقوى وهي مسافرة؟!

وما للهمم عن ركب المتقين فاترة؟!

وما للألسن عن شكر النعم قاصرة؟!

وما للعيون إلى الفانية ناظرة وعن طريق الهداية حائرة؟!

أيها المسافرون إلى طاعة الله ورضوانه،

أو على الأقل بعيدا عن سخطه وعصيانه..

اعلموا أن للسفر آدابا ومستحبات، منها:


صلاة الاستخارة قبل السفر

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه كما يعلمهم السورة من القران،

وهو دعاء في نهاية ركعتين:

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ

فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي

أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ

وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي

أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ

وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ
"

رواه البخاري رقم (1096).

ومن ذلك:

إرضاء الوالدين، وقضاء الدين إن وجد، والاتكال على الله عز وجل،

وفعل أسباب السفر الناجحة من حجوزات وترتيبات وحفظٍ للأولاد والأغراض،

والعبرة والاتعاظ بما في الأرض من عبر وآيات.


يقول الثعالبي رضي الله عنه:

من فضائل الأسفار:

أنّ صاحبها يرى من عجائب الأمصار، وبدائع الأقطار،

ومحاسن الآثار؛ ما يزيده علما بقدرة الله تعالى، ويدعوه إلى شكر نعمه.


تلك الطبيعة قف بنا يا ساري = حتى أريك بديع صنع الباري
فالأرض حولك والسماء اهتزتا = لروائـع الآيـات والآثـارِ


وعلى المسافر مراقبة الله تعالى أينما حـل،

وعليه بالأخلاق الكريمة مـع مـن يقابـله،

فهو رسولُ بـلده، وقـد قَــالَ رَسـُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"اتَّـقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"

رواه الترمذي (رقم 1910).

فلنكن قدوةً بأخلاقنا، ودعاةً بأعمالنا، مكثرين من الطاعة وذكر الله تعالى،

فإنّ الأرض تشهد بـما يفعل عليها:




الزلزلة

وعلى المسافر إن يتذكر السفر الأخير الذي لا رجعة بعده، السفر إلى الدار الآخرة،

والتزود له:

(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)

البقرة: 197.
كان الحسن رحمه الله تعالى يقول لطالب النصيحة:

"أكْثِر الزادَ فإنَّ السفرَ طويلٌ، وأخْلِص العملَ فإنَّ الناقدَ بصيرٌ،

واحذر الغرقَ فإنّ البحرَ عميقٌ
".

يا سـاهـيـاً عما يراد به = آن الرحـيل ومـا قدمت من زاد
ترجو البقاء صحيحا سالما أبداً = هيهات أنت غداً فيمن غدا غادِ

إننا أمام سفر لا خيار فيه، ولا ندري متى:




المؤمنون




ثم ننبه ختاما.. بأن من لم يستطع السفر؛ فليس السفر بضرورة،

والإجازة الناجحة لا تتطلب بالضرورة سفراً،

وعلى الأب أن يعمل لأبنائه برامجَ مناسبةً من زيارةِ المنتزهاتِ،

وإقامةِ المسابقاتِ النافعة، وإلحاقهم بالمراكزِ الصيفيةِ،

وليكثر من مصاحبة أبنائه والتأثير الإيجابي عليهم،

ولا يتكلف ما لا يطيق لأجل السفر.



د. خالد بن عبدالله القاسم


تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس