عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2009, 02:24 AM   رقم المشاركة : 14

 





في حضرة السنابل ، ينبغي أن تتوارى الأشواك ...
وفي حضرة الوالد الأستاذ عبدالله العبادي -رحمه الله- هل سيبقى لمثلي ماءٌ أسقي به جفاف أحرفي ؟!


للكتابة عن هذا (الحيّ) الذي لم يمت ، ينبغي أن تموت بدواخلنا كل محاولة لتزيينِ كلام ، أو تنميق مقال .. يجدر بنا أن نعي حقيقةً واحدة فقط ، وهي أن نتعلم كيف يمكن للإنسان أن يلتصق بالذاكرة عميقاً كلما توارى بجسده وابتعد ، كيف يمكن لشخصٍ ما أن يستوطن مساحات حُبّ هائلةً في القلوب بينما لم يمكث طويلاً كالآخرين !


يعلمنا أبو إبراهيم -رحمه الله- أن الحياةَ ليست هي الرهان الحقيقي ، وأنها أشبه بمعادلة رياضية ينبغي التعامل معها بمهارة وسرعة للوصول إلى نتيجة دقيقة ، وصائبة .. وأنه كلما استهلك المرء وقتاً أطول في إيجاد الحل فإن ذلك يعني شيئاً واحداً فقط : الموت بلا فائدة !


استطاع (العبادي) رحمه الله أن يرسم من حياته لوحةً تدهش الناظرين ، لم يمكث طويلاً في رسمها وتشكيلها حيث باغته الموت مبكراً ، ولكنه مازال حتى هذه اللحظة يضيف تفاصيلَ جديدةً على تلك اللوحة ..

إنه أدرك جيداً كيف أن الإنسان يبدأ برسم حياته حال موته .. كيف يطيلُ عمره لا بعدد السنين المتراكمة / الهزيلة ، بل بصناعة أنشودةٍ من الذكر الحسن والسيرة العطرة تمتدّ بامتداد الأجيال ...


رحمك الله أيها الأب الفاضل ، والأستاذ القدير ، وألحقك بالنبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقاً ... رحمك الله وأنت تعلمنا كلّ يوم أن الموت ليس إلا توارياً بالجسد ، وأن العمر ليس إلا سبيلاً موصلاً لحياةٍ أطول ... رحمك الله : فأنت لم تغبْ إلا جسداً ، " والذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثاني" ...


أبا توفيق ... أيها الوالد الفاضل :
كعادتك لم تكن إلا أنت : وفياً ، شهماً ، رجلاً ، مخلصاً ، متألقاً ...
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على ما قمت به ، فلقد أطلعتنا على هذه السيرة المباركة ، بإخراجٍ رائع ، ووصف مبدع ، وتوثيق دقيق ومبهر ...
لك تحياتي ،
ولأبناء الوالد عبدالله العبادي -رحمه الله- مودتي ومحبتي ...



 

 

   

رد مع اقتباس