عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2011, 08:45 PM   رقم المشاركة : 698

 

أهنِّئُك يا أبا حاتم على هذه الذّاكرة بارك الله لك فيها ومتّعك بالصِّحة وكتب لنا ولك حُسن الخاتمة .
طبعاً الإنتقال مِن مرحلة إلى مرحلة ومِن جوّ إلى جوٍّ آخر في التّعليم ( مع الفارق بين أسلوبيّ الشّيخين المختلفَيْن ) جعلك تتحسّر على أحدهما وتفضِّل بعضهما على الآخر مِمّا جعلاك تُحِبّ وتكره ! وهذه حاجة طبيعيّة عِند طالبي العِلم ؛ فكم مِن معلِّم أحببناه وآخر كرهناه وحقدنا عليه ! بسبب الأسلوب مِمّا دَعاني إلى إختيار الأسلوب الأمثل عِندما كُنت معلِّماً ( وأنت مُربّي وتعرف هذا ) وقد عَلِمتُ أنّ القسوة لا تأتي بخير ولا بنتائج مأمولة مع التّلاميذ ، فكُنت أضع نصب عينيّ ( هامّة جِدّاً ) كسْب محبّة التّلاميذ لي ؛ لأنّ التّلاميذ إذا لمْ يُحبّوك فلن يستوعبوا ما تقوله ولو كان اجتهادك مضاعفاً ! وبحمد الله تعالي عمِلت بثلاث مناطق تعليميّة ودرّست جميع الصّفوف وجميع الموادّ ( طبعاً بالمرحلة الإبتدائيّة ) ولم يقِلّ تقديري مِن قبل الموجّهين أو مُديريّ المدارس عَن مُمتاز مع الشّكر والتّقدير مِن مُدِيريّ التّعليم ( عدا منطقتنا فهم شحيحون ولا يعطون ما يستحقّه المعلّم ) إلاّ الصّحافة والفنّيّة في المسابقات فإنّني استثنيهم وذلك خوفاً مِن المُساءلة !
أقول كُنت أحبّب التّلميذ وأكسبه ليستوعِب درسي ويتحقّق الهدف مِن تعليمه ( وأذكر لكم قصّة حدثت هُنا في مدرسة مِن مدارس جدّة ؛ فقد كُنت أدرّس مادة التّربية الإسلاميّة في الصّفّ الخامس وانتقلت أثناء الفصل الأوّل إلى مدرستي الأولى تحفيظ القرآن الكريم فعرف طُلاّبي بهذا النّقل فأخذتهم موجة مِن البكاء وعبثاً حاول الإداريّون والزّملاء المعلّمون تهدئتهم فلم يستجيبوا وطلبوا إعادتي لهم وتدريسهم رافضين أيّ أستاذ آخر ؛ هذا بحسب كلام زُملائي في تلك المدرسة وكُنت أتحاشا الظّهور أمامهم عِند زياراتي المتكرّرة فإذا رأوني رفعوا أصواتهم يا أستاذ سعد تعال درِّسنا والمشكلة أنّ الأستاذ بينهم ! وهذا أحزنني وربّما ندمت على فراقهم !!! )
حبيبنا أبو حاتم لقد تحمّلت المسؤوليّة مُنذ الصِّغر رغم أنّك تعيش في المدينة ( إشتغلت حمّالاً وصبيّا في خِدمة أهلك وجسمك غضّاً طريّاً ) ومع هذا لم تخلو مِن الشّقاوة وأحْتَلْتَ مع أترابك لوضع أرجلكم تحت كفر السّيّارة لترتاحوا مِن جلافة ذلك الشّيخ ! ولكن ( مع الخيل يا شقرا )
أشكرك يا أبا حاتم فسردك لهذه الذّكريات فيه مِن الإبداع والإمتاع الشّيئ الكثير بارك الله فيك وأرجو الإستمرار ولك تحيّتي ومحبّتي وتقديري واسمحوا لي على التّطويل .