رمضان فرصة للتغيير
لمن ابتلاه الله تعالى بتعاطي الحرام ، من خـمر ومخدرات ،
أو دخان و مسكرات ، أن لا يفعل بعد إفطاره ما يخل بهذه العزيمة القوية ،
أو يوهنها ، أو يقلل من شأنها ،تلك العزيمة التي جعلته يمسك طوال ساعات النهار ،
فيهدم في ليله ما بناه في نهاره من قوة الإرادة التي صبر بسببها عن محبوباته ومألوفاته .
فما أحزمه لو استغل شهر الصيام كمدرسة يتدرب بها على هجر ما يكرهه هو ،
أو يكرهه الشارع ، من مألوفاته التي اعتاد أكلها ، أو شربها ، أو مقاربتها .
تالله ما أحزمه لو واصل هذه الحمية عن ذلك بالليل ، كما عملها في النهار .
أخي الصائم :
إني أشجع فيك إيمانك العظيم ، ويقينك بالله تعالى .
فمن الذي جعلك تمتنع عن تعاطي هذه السموم في وقت الصيام إلا خوفك من الجبار ،
ومراقبتك للواحد القهار . وإلا فمَنْ مِنَ الناس يعلم أنك صائم أو لا ؟!!
ولكن شعورك بنظر الله إليك ، ومراقبته لك ، صرفك عن تعاطي الحرام في وقت الصيام
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل =خلــوت ولكن قل عليّ رقيب
وإني أتساءل بصدق . .
الإرادة التي استطاعت أن تصوم لأكثر من اثنتي عشرة ساعة ،
أتعجز عن مواصلة مسيرتها الإصلاحية ؟!!
والعزيمة التي صمدت عن تعاطي هذا البلاء ،
لهذه الفترة الطويلة أثناء النهار . . أتنهار في آخر لحظات الإسفار ،
وإرخاء الليل الستار ؟!!
أين الهمة التي لا تقف أمامها الجبال الشامخات ؟
وأين العزيمة التي لا تصدها العاتيات !!
استعن بالله تعالى على ترك هذا البلاء ، فالنصر صبر ساعة ،
والفرج قريب ، وإن الله مع الصابرين .