عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2012, 11:03 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
خالد الزهراني is on a distinguished road


 

ابو فارس وفقك الله ياغالي انا معجب بك وبطريقة طرحك ونقاشك فبك نرتقي لانك اعطيت حرية للنقاش وذالك للتعم الفائد المرجوه حول هذا الموضوع
انا لست الا طالب علم وفقير الى الله ومقصر واسأل الله يتجاوز عنا بعفوه ومغفرته ولكن انا بحثت واعجبني مقال رائع فيه احاديث وشواهد تعطي صور واضحة حول الموضوع رعاك الله وسوف اقتبسه هنا لاترك لك وللمشاهد حرية التعليق ان اراد والله يوفقك ياغالي


اقتباس:



لقد شرع لله بفضله ورحمته للبشر ديناً قويماً ، يحقق لهم مصالح الدنيا والآخرة ، ويجعلهم ينعمون بحياة هانئة بقدر ما يلتزمون به من شرائعه ويطبقون من أحكامه ، فقد جاءت الشريعة بتحصيل المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها ، والأمر بكل ما من شأنه تحقيق ذلك.

ومن ذلك ترك الصفق في الأسواق وإغلاق المحلات والتوجه إلى بيوت الله والاجتماع فيها لأداء الصلاة جماعة بمجرد سماع داعي الفلاح ينادي حي على الصلاة استجابة لأمر الله تعالى القائل (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) ، جمعاً بين عمارة الأرض والتزود للآخرة فكان السلف الصالح كذلك.

فقد روى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله):كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المساجد فصلوا.

وثبت مثل ذلك عن ابن مسعود وابن عمر وغيرهما رضي الله عنهم ، ومن خالف ذلك ولم يجب داعي الحق فقد استحق العقوبة الرادعة كما ثبت في الصحيحين (أنّ النبي صلى الله عليه وسلم همّ أن يحرّق بيوت من تخلف عن صلاة الجماعة، لولا مافيها من النساء والذرية ) .

فأيهم أشد تحريق البيوت على أهلها،أم إغلاق محل؟!! وهذا يدل على أنّ فتح المحلات ، والمجاهرة بترك صلاة الجماعة وإشغال الناس عنها - بعد سماع النداء - أشد من التخلف عنها في البيوت ، وهو موجب للعقوبة ، إن لم يستجب فاعله بالحسنى ، كما جاءت بذلك السنة النبوية ، ودلت عليه عموم الأدلة – كما سيأتي- وليس أمراً مستحدثاً لا أصل له " فإغلاق المحلات التجارية لأداء الصلاة " عمل جليل له من الفوائد والمنافع والآثار ما يدل دلالة واضحة على أنَّ مشروعيته بل وإيجابه يعتبر من المصالح المرعية والمقاصد الشريعة التي تحقق روح الإسلام ومنها :

1- أنَّ فيه تعظيماً لله -سبحانه- وإجلالاً لأمره ونهيه ، وتقديم محابه تعالى على أهواء الأنفس ورغباتها ، وإظهار شعائر الإسلام ، والانضباط لأحكام الشرع الظاهرة المؤدي إلى صلاح الأنفس وزكاة الأرواح ، وإضفاء جوٍ إيماني ، وإحساساً بالأمن والطمأنينة ، وإعطاءَ صورةِ مشرقة عن عظمة هذا الدين الحنيف مما يجعل له أكبر الأثر على من يشاهد هذه المظاهر الإيمانية من كافر فيسلم أو مسلم غافل فيهتدي.

ومن الوقائع التي تشهد بذلك: ماذكرته صحفية إيطالية في مذكراتها: (أنَّ سبب إسلامها أنه استرعى انتباهها قفل المحلات وقت الصلاة ، واستدلت بذلك على أن العبادة عندهم أهم من المال ، فقادها ذلك إلى التعرف على الإسلام ثم اعتناقه)،ويقول أحد المسلمين الجدد" كما نشرت جريدة عكاظ": (من أسباب إسلامي أني رأيت إغلاق المحلات التجارية بمجرد دخول وقت الصلاة، فأحسست بنظام غريب يطبق في هذه الدولة الكبيرة وأعجبني ذلك..) .

وقال أحد المسلمين الوافدين: (أنا من العاملين في السوق السعودي والحمد لله لقد تعلمنا المواظبة على الصلاة بسبب نظام إغلاق المحلات المعمول به في المملكة والذي يشجع المصلين على المحافظة على صلاتهم ويعطى الفرصة لمن أراد المواظبة عليها) "موقع الرياض الإلكتروني" .

2- وفي إغلاق المحلات أثناء الصلاة إحسان للتجار والعمال ، وإعانتهم على إقامة الصلاة والخشوع فيها ، فلو لم تغلق لتهاون الكثير منهم في أداء الصلاة ، أو ذهب خشوعهم ، خوفاً من ذهاب زبون أو ضياع صفقة.

كما أن ذلك يساهم في تجديد الإيمان لدى الباعة ، وتذكيرهم بالآخرة لينالوا من نصيبها ، وتجنيبهم فتنة الدنيا ، وتقوية صلتهم بخالقهم ، ومراقبتهم له ، مما يبعدهم عن الوقوع في المعاملات المحرمة، ويمنعهم من ارتكاب الذنوب والمعاصي ، وينجيهم من فتن الأسواق (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) .

كما أن فيها تخفيف عنهم من ضغط العمل ، وإراحتهم بالصلاة التي هي راحة للمسلم في كل أموره وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول"أرحنا بالصلاة يا بلال" ، وتعويدهم على المبادرة إلى الصلاة والإقبال على الله وطلب رضاه ، فيتحقق فيهم قول الله تعالى (رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله) .

وكذلك فيها أطر المتساهلين بها إلى الحق أطراً كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو تُركت المحلات مفتَّحة واستمر البيع والشراء لتكاسل الكثير عن أداء الصلاة جماعة ، وربما أخروها إلى آخر وقتها أو بعده انشغالا أو نسياناً ،وذلك يؤدي إلى تركها بالكلية وهو ما قد يصل بالمسلم إلى الكفر .

3- وفيه كذلك تعظيم قدر الصلاة، وإظهار مكانتها ، وتوعية المجتمع بأهمية إقامتها جماعة ، وذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به ، فيعم الخير المجتمع بأسره. ،أما المتاجرة والبيع والشراء أثناء أداء الناس للصلاة ، فهو من الإثم والعدوان الذي نهى الله عن التعاون عليه ، لما فيه من الاستخفاف بالصلاة والتساهل فيها ، وتهوين شأنها بين الناس.

وقد يؤدي ذلك إلى خلو مساجد الأسواق من المصلين ، فمتى كانت هذه الشعيرة قائمة ظاهرة وجب العمل على بقائها كذلك ، وإن قصّر فيها الناس أو أضاعوا شيئاً منها ، وجب تذكيرهم بفضلها وأهميتها ، فإن لم يستجيبوا كان لابد من منعهم من التقليل من شأنها ولو بالعقوبة ، فهي عمود الإسلام ، ولا حظ في الإسلام لمن تركها.

وقد صحّ في الحديث " أن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة " وقد فُقدت الأمانة في كثير من ميادين الحياة فنعوذ بالله من فقدان الصلاة . والقول بأن إغلاق المحلات أثناء الصلاة قطع للأرزاق أو إضعاف للقوة الاقتصادية مبدأ غربي مادي يقدّم الدنيا على الآخرة ويلغي أثر الصلاة والصبر عليها في سعة الرزق ، والواقع يبين خلاف ذلك ، فالأرزاق والمكاسب في السعودية "مع إغلاق المحلات أثناء الصلاة " أكثر وأقوى من غيرها من الدول التي لا تغلق فيها المحلات أثناء الصلاة ، وصدق الله القائل (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لانسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) .

ومع ذلك فإن الضرر الديني المترتب على إهمال الصلاة أشد من الضرر الاقتصادي المحتمل لو افترضنا وجوده ، وهل أعتبر أحد من العلماء البيع والشراء ونحوه من أعذار ترك صلاة الجماعة ؟!! وأما الاحتجاج بالحاجة للصيدليات فإنما هي حاجة طارئة ونادرة مع وجود البديل من المستوصفات على مدار الساعة.

أما المحطات فالحاجة إليها ليست ضرورية ، ولو فرضنا تضرر البعض بذلك فهي كتأخره في زحام شديد أو بنشر ونحوه ، فليس من الحكمة إلغاء المصالح المترتبة على الإغلاق من أجلها ، لأن حاجتنا للصلاة أكثر من حاجتنا لأي شيء آخر (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) .

ولا يعارض ذلك أيضاً: ما يقال من أنَّ إغلاق المحلات أثناء الصلاة يؤدي إلى التجمهر خارج المسجد وعدم أداء الصلاة أو ازدحام الطرقات أو التهور في القيادة أو نحو ذلك ، وليس في هذا حجة لكون أغلب تجمعات الأسواق نساء ليس عليهن صلاة أو سواق غير مسلم أو مسلم غافل لايلبث أن يتأثر بمن حوله.

مع ذلك فليس الحل لذلك بتأييدهم على هذا المنكر والسماح لهم بالبقاء في محلاتهم ، بل إلزامهم بإغلاقها لئلا تكون ذريعة لهم للتهاون في الصلاة ، فقد يتأثر أحدهم بمن حولهم شيئا فشيئا ، وقد يفعلون ذلك في بداية الأمر خوفاً من الهيئة ثم يعتادون ذلك ويألفونه ، فيكون ذلك نوع من التذكير والتوجيه لهم والأطر على الحق إن دعت الحاجة ، أما السرعة والازدحام فهي تصرفات شخصية ، والحكم الشرعي لا يُترك لسوء تصرف وقع من البعض.

ولا تصح دعوى اعتراض أكثر المجتمع فهو مجتمع محافظ وأغلبه يؤيد إغلاق المحلات أثناء الصلاة ، ولو افترضنا اعتراض أكثرهم فالقضايا الشرعية لا تخضع لآراء الناس وأهوائهم فالله يقول "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله" ويقول "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ " .

كما أنّ المسألة غير متعلقة -فقط-بحكم صلاة الجماعة التي ورد الخلاف في حكمها مع أن الراجح وجوبها إضافة إلى أنَّ أمر ولي الأمر يرفع الخلاف- لما له من حق الطاعة- ويجعل العمل بالقول الذي اختاره واجب ، بل متعلقة كذلك بنظام يسنه البشر لأنفسهم لتحقيق مصالحهم مما يتوافق مع الشرع المطهر.

فقد ورد في المادة الأولى من اللائحة التنفيذية لنظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وعليهم التأكد من إغلاق المتاجر ، والحوانيت ، ومنع مزاولة أعمال البيع خلال أوقات إقامتها) فلا يصح الاعتراض عليه ممن ليس لديه الأهلية لذلك.

وقد يستدل بعض من في قلبه زيغ بالمتشابه من النصوص كحديث (لا صلاة بحضرة طعام) وغيره ، للتدليس بها على من لاعلم عنده ، ويتهم علماء الإسلام بالجهل والسفه ، ويدعي مخالفة هذا الفعل النبيل للنصوص الشرعية التي لم يفقهها، قلباً للحقائق وتضليلاً للناس وإتباعا للهوى.

ومما مضى تبين أنَّ إغلاق المحلات التجارية أثناء أداء الصلاة يحقق المصالح والمقاصد الشرعية ، ويشهد له الواقع ، ويرتضيه العقل ، وقبل ذلك –كله– دلت عليه عموم الأدلة وآثارٌ صحيحةٌ وصريحةٌ، ومضى عليه سلف الأمة في العصور الفاضلة ولازال ينادي به أهل العقل والحكمة ، لما يترتب عليه من فوائد ومنافع ، فهو ليس ببدعة ولا يخالف الشرع ، ولا يضاد العقل كما يزعم من لا علم له ولا فهم لديه..!

- فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان ينبه الناس إلى الصلاة بنفسه .. كما روى الإمام أحمد: عن عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا خرج يوقظ الناس الصلاة، الصلاة،الصلاة) .

وروى أبو داود عن أبي بكرة عن أبيه قال: (خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حركه برجله) .

- وكان أصحابه صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك: فعن أنس، قال: (كانت الصلاة إذا حضرت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سعى رجل إلى الطريق، فنادى:الصلاة الصلاة ) رواه بن خزيمة والطبراني.

وثبت عن الحسن بن علي: أن علياً إذا خرج من باب بيته للصلاة نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك كان يصنع في كل يوم يخرج ومعه دِرته يوقظ الناس وذكر الزمخشري في " الكشاف: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد رضي الله عنه على أهل مكة وقال: انطلق فقد استعملتك على أهل الله.

فكان شديداً على المريب، هيناً على المؤمن ، وقال: والله لا أعلم متخلفاً يتخلف على الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه، فإنه لايتخلف عن الصلاة إلا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد أعرابياً جافياً، فقال صلى الله عليه وسلم: إني رأيت فيما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقلقله قلقالاً شديداً حتى فتح له فدخلها)أ.هـ .

(وهذا يدل على إقرار النبي صلى الله عليه وسلم عتاب رضي الله عنه على ما فعله) .

- وسار على ذلك علماء الشريعة على مر العصور: قال ابن القيم رحمه الله :"واعتناء ولاة الأمور إلزام الرعية بإقامة الصلاة أهم من كل شيء ، فإنها عماد الدين، وأساسه وقاعدته، ويأمروا إلي الحسبة بالجمعة والجماعة وأداء الأَمانة والصدقِ " .

وقال العلامة عبد الله بن حميد- رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية سابقا رحمه الله- فعلى متولي الحسبة أن يأمر العامة بالصلوات الخمسة في مواقيتها ويعاقب من لم يصل بالضرب والحبس)أ.هـ - وعليه مضت العصور المفضلة: قال أبو طالب المكي في "قوت القلوب" في سياق ذكر حال أسواق السلف إذا سمعوا الأذان ابتدروا المساجد، وكانت الأسواق تخلوا من التجار، وكان في أوقات الصلاة معايش للصبيان وأهل الذمة، وكانوا يستأجرونهم التجار بالقراريط والدوانيق يحفظون الحوانيت إلى أوان انصرافهم من المساجد)أ.هـ

- وقامت به هذه الدولة السعودية منّ أول عهدها: ومن ذلك هذا الكتاب من عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل، وعبد العزيز بن عبد الرحمن، إلى من بلغه هذا الكتاب من المسلمين:"...وقد عيَّنا نُواباً في تفقد الناس عند الصلاة، ومعرفة أهل الكسل الذين اعتادوه وعرفوا من بين المسلمين بذلك، فيقومون على من قدروا عليه بالحبس والضرب؛ومن هابوه ولم يقدروا عليه، فليرفع أمره لنا، وتبرأ ذمتهم بذلك، ولا يكون لأحد حجة يحتج بها علينا.كذلك إنا ملزمون أهل كل بلد بالقيام بذلك، ومن لم يقم به من أمير وغيره، بان لنا أمره، واتضح لنا غيه ).

وعليه فمن أنكر إغلاق المحلات لأداء الصلاة فقد جاء بفرية لا دليل عليها ولا برهان إلا إتباع الهوى والمتشابه تؤدي إلى مفاسد وشرور ، واللائق بعلماء هذه البلاد نشر هذا الأمر في البلدان الأخرى وحث الآخرين عليه وترغيبهم فيه والدعوة إليه لتعود مجتمعات المسلمين كما كانت عليه من تعظيم شأن الصلاة وعدم الانشغال عنها بزخارف الدنيا وزينتها ،ذلك خير من التهوين من شأن الصلاة والدعوة إلى ما يشغل الناس عنها ويحملهم على الغفلة والإعراض عنها.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

 

 
























التوقيع

لا اله الا الله ماشاء الله تبارك الله احسن الخالقين

   

رد مع اقتباس