عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2010, 12:28 AM   رقم المشاركة : 2

 



نبذة عن النبهانية
ماضٍ أصيل وحاضرٍ مشرق
الحقوق للأستاذ / فهد بن علي المطرفي
التسمية والنسبة :-
النبهانية بتشديد النون ، وإسكان الباء فهاء مفتوحة فألف ، ثم نون مكسورة فياء مشددة مفتوحة فهاء في آخره .
على صيغة النسبة إلى نبهان . وربما كانت هذه النسبة إلى نبهان بن عمرو ، وهو أبو حي من طيئ . ذلك بأن الإخباريين الأقدمين ذكروا أن المنطقة التي تقع فيها النبهانية كانت لطيء فأجلتهم عنا بنو أسد ، ثم بعد ذلك أصبحت بنو أسد حليفة لطيء وأصبح يقال للقبيلتين ( الحليفين ) عندما ظهر الإسلام .
وتسميتها قديمة ، بل موغلة في القدم كما هو ظاهر من نسبتها إلى نبهان بن عمرو إذ أصبحت ، وكما يفهم من وصف المتقدمين لها قرية كبيرة .
قال لغدة الأصفهاني : النبهانية : قرية ضخمة ، أهلها بنو والبة
وقال ياقوت : نبهانية – بالفتح ثم السكون ، وبعد النون ياء النسبة : قرية ضخمة لبني والبة من بني أسد . ونلاحظ أنهما وصفاها بأنها قرية ضخمة في وقت كانت القرى والبلدان في تلك المنطقة قليلة نادرة . إذ أكثر المواضع المشهورة هي مياه أي : موارد للماشية ، أو جبال أو وديان . مما يدل على أن عمارة النبهانية سابقة على عمارة غيرها من المواضع في تلك المنطقة من القصيم .
وذكر عبد الرحمن السويدا (1410 ) النبهانية في كتابه الألف سنة غامضة من تاريخ نجد من بداية القرن الأول حتى نهاية القرن العاشر لهجري حيث أوردها ضمن الجيل الأول من المدن –" النبهانية : قرية لبني نبهان بن عمرو الطائي ، ثم صارت لبني والبة من بن أسد وهي الآن مدينة متوسطة عامرة بمقومات الحياة الحاضرة تقع على طريق المدينة المنورة – وهي بمنطقة القصيم "
وقال الشاعر امرؤ القيس:
أمِن ذكر نبهانية حل أهلها *** بجزع الملا عيناك تبتدران

الموقع :-
تقع محافظة النبهانية في الجزء الغربي لمنطقة القصيم شرق جبال أبان الأسمر «الأسود قديماً» وتحديداً عند درجة العرض «26:51:25» ودرجة الطول «0443» ويمر بجانبها وادي الرمة على بعد 5 كم وتعتبر من اكبر المحافظات إداريا في المنطقة حيث يتبعها عدد 24 مركزاً رسمياً وعدد 10 مراكز مطلوب إنشاؤها وأكثر من مائة قرية وهجرة وتبعد عن إمارة منطقة القصيم «140» كم. ويمر بها الخط الإسفلتي المتجه من مدينة عنيزة إلى المدينة المنورة .
وذكرها ياقوت عرضا فقال : الخَوَّة : ماء لبني أسد في شرقي سميراء ، و ( النبهانية ) من شرقي سميراء ، بينها وبين الخَّوة ، يومان .
و عمارة النبهانية قديمة وإن المعمور منها قديماً كان أقرب إلى جبل أبان الأسمر منها الآن . إذ توجد هناك آثار كتابة قديمة على هضبة صغيرة تعتبر جزءاً من أبان تسمى ( الكويفر ) . قال العبودي في معجم بلاد القصيم ( كما أن وجود عدد من الأسر العربية التي لا تستطيع أن تصل نسبها بقبيلة معينة دليل على قدم الحضارة فيها إذ لو كانت عمارتها حديثة لما صعب عليهم ذلك ) .
قال المستر لوريمر في العبودي 1410 هـ : ( يوجد في النبهانية عدد من حدائق النخيل ، ويزرع بها القمح ، والماء من الآبار على عمق عشر قامات وهو عذب ) .


من الآثار الموجودة بمحافظة النبهانية :-
أولاً جبل الكويفر الغربي :يقع الكويفر جنوب غرب النبهانية على بعد 2 كم تقريباً يطلق على هذا الموقع الأثري جبل الكويفر والكويفر جبلان أحدهما كويفر شرقي ( ويسمى الكويفر الصغير ) والآخر كويفر غربي ( ويسمى الكويفر الكبير ) تسمى الكويفرات ويوجد جنوب شرق الكويفر بميل نحو الشرق على بعد 3 كم تقريباً جبل يطلق عليه اسم المصلوخة 0
ومن أهم المشاهدات الميدانية في جبل الكويفر الغربي :
أ : النقوش الكتابية-
نقش في طلب المغفرة وسط الجبل :
يوجد في وسط جبل الكويفر الغربي إلى الشرق من منجم التعدين نقش إسلامي في طلب المغفرة ويتكون من ثلاثة أسطر نقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت – ويقرأ النقش كالتالي :
1- اللهم اغفر لموسى .
2-ابن حففر ذنبه كله .
3- وارحم من قال آمين .
والنقش مكتوب بالخط الكوفي الخالي من النقط ويبدو أنه خطوط القرن .
ب -نقش في طلب المغفرة أسفل الجبل :
في أسفل جبل الكويفر الغربي وإلى الشرق من منجم التعدين يوجد نقش إسلامي آخر في طلب المغفرة ويتكون من ثلاثة أسطر نقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت وهو مشابه للنقش السابق ويبدو أن صاحب النقشين شخص واحد في أعلى هذا النقش وجود نجمة سداسية كما أن السطرين الأخيرين يصعب قراءتهما ويرجع ذلك إلى العوامل الطبيعية ويقرأ السطر الأول في هذا النقش على النحو التالي : ( اللهم أغفر لموسى ) والنقش مكتوب بالخط الكوفي الخالي من النقط ويبدو أنه من خطوط القرن الثاني الهجري .
ثانياً : منجم التعدين :
توجد في هذا الجبل آثار منجم يبدو أن تاريخ استغلاله يعود إلى العصر العباسي ومما يؤكد ذلك أن العباسيين كانوا مهتمين إلى حد كبير باستغلال مناجم النحاس والذهب في منطقة الدرع العربي وماوان ويحتوي هذا الجبل على صخور جلها من صخور الجرانيت والبعض منها من صخور الجرانيت المتحلل ويتخللها عروق من الصخر بيضاء ( كوارتز ) و يلاحظ عندما تنعكس عليها أشعة الشمس ظهراً أنها تعطي بريقاً قوياً لونه يميل إلى اللون الرصاصي شبيه بالقصدير وبعد تحليل عينه من حجارة الكوارتز تبين أنه يدخل في تركيبها عنصر من المعادن يعطيها بريقاً وقت الظهيرة كذلك يحوي هذا الجيل على عروق لصخور حمراء ( أرثو كليز ) كذلك يحوي هذا الجبل على صخور ذات لون يميل إلى الأخضر والأصفر البعض منها مختلط مع عروق الرخام والبعض الآخر يظهر على شكل يشبه الطفل هذه الصخور يطلق عليها أسم ( كلورايت شسيت ) 0
قال تركي القهيدان في كتابه القصيم آثار وحضارة :- (ويبد ولي من خلال المشاهدات الأولية وما حصلت عليه من العينات أن هذا منجم عباسي لتعدين الذهب أو الفضة أو النحاس ).
ثانياً : النقوش في الكويفر الشرقي :
يقع الكويفر الشرقي شرق الكويفر الغربي على بعد 250م تقريباً ويوجد في الكويفر الشرقي عدة نقوش غير واضحة المعالم ويصعب قراءتها انظر قال تركي القهيدان في كتابه القصيم آثار وحضارة ( ويبدو من خلال المشاهدات الأولية أن بعضها نقوش ثمودية وتظهر بعض أحرفها بشكل واضح منها حرف h وهو شبيه بحرف ( ذ ) الثمودي كما يوجد نقش غير واضح يبدو انه يقرأ كالتالي ( لا إله إلا الله )
ثالثاً : النقوش في هضبة الصقرة :
في هضيبة الصقرة العديد من النقوش والرسوم وهذا الجبل يقع جنوب النبهانية على بعد 10 كم تقريباً
وفي منتصف هضيبة الصقرة من الجهة الجنوبية الغربية توجد عدة نقوش البعض منها متقن الرسم والبعض الآخر غير متقن الرسم وقد نقشت بالحفر على واجهة صخرية خشنة من الجرانيت وجل هذه النقوش رسوم لحيوانات منها إبل عليها نقوش آدمية وعول لها قرون طويلة ونقش وعل له قرون من الأمام والخلف طويلة شبيهة بأنياب الفيل المقلوبة كذلك توجد في هذا الجبل عدة مخربشات على صخور الجرانيت وهي بشكل عام غير واضحة المعالم .
رابعاً : جبال ابانات :
أبان : جبلان مشهوران ، أبان الأحمر وأبان الأسود أو الأسمر وبهما مياه ، قال زهير بن أبي سلمى المزني :
تبين خليلي هل ترى من ضغائن *** بمنعرج الوادي فويق أبان
مشين وأرخين الذيـول ورفّـَعت *** أزمَّة عيـس في بجاد مزمِّل
وتقع جبال أبانات في الجزء الغربي الجنوبي من محافظة النبهانية وتقع جبال أبان الأسمر غرب النبهانية وتتكون جبال أبانات من جلاميد من الجرانيت كبيرة الحجم وتعتبر هذه الجبال من أهم المرتفعات الجبلية في أرض القصيم تقول لهما العامة ( أبانات ) بصيغة الجمع وهما جبلان اثنان كما كان الأقدمون يقولون فيها أبانين والمسافة بينهما غير متساوية ( من 12 – 32 كم ) وهي في المتوسط 18 كم وقد ذكر العبودي عن أبان : جبلان أحدهما أبان الأسمر وكان قديماً أبان الأسود وهو الشمالي بالنسبة لمجرى وادي الرمة والثاني أبان الأحمر وكان يسمى قديماً الأبيض وهو الجنوبي من مجرى الوادي والواقع أن تسمية العامة المحدثين لهما أقرب إلى الحقيقة من تسمية الأقدمين اللهم إلا إذا كانت كلمة الأسود والأبيض عندهم تعني خلاف ماتعنيه عند المتأخرين أو إذا كانوا يقصدون بالأبيض مقابل الأسود لا حقيقة كونه أبيض ذلك بأن أبان الشمالي الذي يسمى الآن الأسمر لونه في الحقيقة أسمر وليس أسود كما كان يسميه الأقدمون وأبان الجنوبي الذي كان يسمى أبيض لونه فعلاً يميل إلى الحمرة كما يسمى الآن الأحمر
و يوجد على قمة جبل السمراء ( أبان الأسمر ) منازل قديمة وقلاع يذكر بأنها لبني هلال وتحتاج إلى القيام بدراسة ومشاهدة ومزيد من البحث 0
- غار قرناس :- ويقع في جبل أبان الأسمر ويعرف غار قرناس نسبة إلى الشيخ قرنا س بن عبد الرحمن بن قرناس ( 1190هـ - 1262 هـ ) من أهالي الرس الذي كان يظل نهاره فية ويأوي إلى النبهانية ليلا حينما استتر من إبراهيم باشا الذي استولى على الرس آن ذاك ولم يزل كذلك إلى أن سافر الباشا وغابت عسكره فرجع إلى وطنه الرس0
كما يوجد بالمحافظة العديد من المنازل القديمة التي أصبحت أطلالا مما يدلل على أن النبهانية كانت وما زالت بلد مأهولة بالسكان على مر التاريخ

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس