عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2011, 07:01 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

أسباب كظم الغيظ !


 





كلنا نواجه هذا اللون من الاستفزاز الذي هو اختبار لقدرة الإنسان على الانضباط،

وعدم مجاراة الآخر في ميدانه،

وهناك عشرة أسباب ينتج عنها أو عن واحد منها ضبط النفس:



أولاً

الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.


قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد :

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر
)

[آل عمران: 159].

وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي:

أن الناس يجتمعون على الرفق واللين،

ولا يجتمعون على الشدة والعنف؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:

(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)

[آل عمران: من الآية159].


وهؤلاء هم أصحاب النبي من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-،

والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!

وكيف بمن ليس له مقام رسول الله من الناس؛

سواء كان من العلماء أو الدعاة أو ممن لهم رياسة أو وجاهة؟!

فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق.

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِرَجُلٍ شَتَمَه:

"يَا هَذَا لَا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لَا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا

بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ
".


وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِيُّ:

"إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ".

وشتم رجل معاوية شتيمة في نفسه؛ فدعا له وأمر له بجائزة.

فلا بد من تربية النفس على الرضا، والصبر، واللين، والمسامحة؛

هي قضية أساسية، والإنسان يتحلّم حتى يصبح حليمًا.

وبإسناد لا بأس به عن أَبي الدَّرداءِ قالَ:

قالَ رسولُ الله

" إِنَّما العلمُ بالتعلُّم، وإِنما الحِلْمُ بالتحلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشرَّ يُوقَه ُ".

فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،

وتتذكر أن تحية الإسلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

التي أمر النبي أن نقولها لأهلنا إذا دخلنا،

بل قال الله -سبحانه وتعالى-:

(فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)

[النور: من الآية61].

وأن نقولها للصبيان والصغار والكبار ومن نعرف ومن لا نعرف.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ :

أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ:

" تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ"

أخرجه البخاري ومسلم .

وعن عمار قال:

" ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ،

وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ
"

لهذه التحية معان، ففيها معنى السلام: أن تسلم مني،

من لساني ومن قلبي ومن يدي، فلا أعتدي عليك بقول ولا بفعل،

وفيها الدعاء بالسلامة، وفيها الدعاء بالرحمة، وفيها الدعاء بالبركة…

هذه المعاني الراقية التي نقولها بألسنتنا

علينا أن نحولها إلى منهج في حياتنا، وعلاقتنا مع الآخرين.

 

 

   

رد مع اقتباس