عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2011, 12:26 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو مميز
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوفارس is on a distinguished road


 

...


هل لديك أقوال أخرى؟!


سين سؤال: ما هو رأيك في المظاهرات في السعودية؟، جيم جواب: لم تحدث مظاهرات في السعودية؟، سين سؤال: ما هو رأيك في المظاهرات التي لم تحدث في السعودية؟!، جيم جواب: كيف يكون لي رأي في شيء لم يحدث!، سين سؤال: هل كنت تنتظر حدوث شيء كي تحدد موقفك؟، جيم جواب: موقفي من ماذا؟، سين سؤال: من المظاهرات؟، جيم جواب: لم تحدث مظاهرات يارجل!.

الحديث عن (شيء لم يحدث) غالبا ما يتحول إلى حديث معقد بل مكلكع بالعقد ومحفوف بألغام الحساسية الزائدة لأننا نتحدث عن افتراضات والافتراضات تنتج مزايدات والمزايدات تنتج اتهامات وهكذا تتجلى اللعبة الافتراضية الغريبة حتى تصل أسوأ ذروة لها حين تحدث الكثير من الأشياء بسبب شيء لم يحدث!.

هذا هو الحدث باختصار: المظاهرات التي تم الترويج لها على شبكة الإنترنت لم تحدث، ولم يعثر الصحفيون الأجانب الذين جاؤوا من أقاصي الأرض لتصوير مظاهرات الرياض إلا على متظاهر واحد فقط!، فكل ما حدث (أو بالأصح كل مالم يحدث!) يوم الجمعة الماضي كان تجسيدا عمليا دقيقا للمثل السعودي الذي تم اختراعه قبل سنوات قليلة: (زحمة والشارع فاضي)!.

عموما سأترك (الشارع الفاضي) وأتحدث عن (زحمة) المواضيع الكثيرة التي سادت الخطاب الإعلامي المحلي طوال اليومين الماضيين، ولكي لا تتداخل الأفكار سوف أختار العناوين الكبيرة من بين عشرات العناوين التي شكلت مضمون هذا الخطاب الرسمي والشعبي.

أولا: حبنا للوطن وولاؤنا للملك وللأسرة المالكة الكريمة أمر لا يقبل المزايدة وهو عهد ظل راسخا في أيام الشدائد والمحن قبل رسوخه في أيام الرخاء والأمن، ثانيا: مهما تحدثنا عن خصوصيتنا الاجتماعية والثقافية فإن رياح التغيير وأعاصير الموجات الاحتجاجية التي تملأ محيطنا العربي اليوم هي أمر لا يمكن تجاهله خصوصا وأنها تغيرات تنال اهتمام العالم من أقصاه إلى أقصاه ونحن نعيش في قلب العولمة.. بل إننا الشريان النفطي للعولمة!.. وجيران ملاصقون لهذه الدول التي تعيش اضطرابات أمنية!..

لذلك لا يكفي أن نهتف: (لا للفتنة) كي نمنع حدوث الفتنة بشكل فعلي، فنحن اليوم بحاجة ماسة للإصلاح السياسي والإداري الذي سوف يزيد من قدرتنا على مواجهة العواصف والأعاصير ويقينا ــ بعد الله ــ شر الفتن التي تستعر من حولنا، وعلينا أن لا ننسى بأن الإصلاح السياسي والإداري هو في الأساس مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو المشروع الذي كسب تأييدا شعبيا داخليا منقطع النظير ولقي احتراما دوليا واسعا بل إنه أثار إعجاب العالم أجمع حين بادر الملك ــ حفظه الله ــ باتخاذ العديد من الخطوات الإصلاحية الكبرى وغير المتوقعة في بلد شديد المحافظة منها على سبيل المثال لا الحصر: تأسيس هيئة البيعة وإطلاق الحوار الوطني وتطوير القضاء وتطوير التعليم وإنشاء مؤسسات المجتمع المدني وإطلاق برامج وطنية لنشر ثقافة حقوق الإنسان والانفتاح الإعلامي والثقافي وزيادة مساحة الحريات الصحفية، لذلك فإن أفضل وسيلة لقطع الطريق على أي احتمالات الفتنة هو المضي قدما في هذا المشروع الملكي الإصلاحي الرائد.

ثالثا: كلنا بالطبع نفخر بوحدتنا الوطنية وننبذ الطائفية ونكره أن تمتد يد الطامعين إلى بلادنا لتنشر الفوضى والخراب وأسوأ هؤلاء الطامعين في الوقت الحالي إيران ولكن يجب أن لا نغفل في الوقت ذاته عن حقيقة مرة وهي أن الوحدة الوطنية تتحول إلى مجرد إطار دون محتوى ما لم تتجسد في وقائع حياتنا اليومية ويعرف المواطنون السعوديون بمختلف مذاهبهم الدينية أنهم إخوة في الله والوطن وأنهم شركاء في الحفاظ على وحدته واستقراره من أجل مستقبلهم ومستقبل أولادهم، وأن يقبل كل واحد منا بوجود الآخر دون شك أو ريبة، إنها مسؤوليتنا كمواطنين قبل أن تكون مسؤولية الحكومة فوحدتنا الوطنية هي أساس وجودنا.
رابعا وأخيرا: لنكن أكثر وعيا بظرفنا ونصحح أخطاءنا بأنفسنا ونكرر المثل العربي الذي قاله أجدادنا قبل مئات السنين: (بيدي لا بيد عمرو)!.

 

 

   

رد مع اقتباس