عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2014, 11:38 PM   رقم المشاركة : 21

 

أبا صالح
أسعد الله أوقاتكم،
ذكريات تسجل بماء الذهب لذلك الجيل من الرجال وأيضا من النساء، وكم قد رددت مع أبنائي وأحفادي بأن جيل الآباء لم يشعرونا يوما بأنهم زوج وزوجة ،وذلك عائدإلى ماحباهم الله من ود ورحمة صهرتهما في بوتقة واحدة فاصبحا روحا واحدة في جسدين.
كلما أدخل منزلنا أو كما نسميه السافلة أتذكر تلك اﻷيام التي كانت تجمع والدكم ووالديّ والعم غرامة رحمهم الله جميعا مع أجدادي محمد رديف وعبدالله العاصي. رحمهما الله ، حيث هو والعم غرامة هما من قاما بنجارته.
مع كل خشبة(بُطنَة) ومع كل (مرزح) ومع كل (سارية) ذكريات جميلة مع الجميع.
وكما تعلم فقد جمع بيننا الرحم اﻷشم قبل الصداقة وغيرها. لقد كانت جداتنا الجعفرية وبحرة ومعيضة عليهن رحمة الله يمثلن وحدة واحدة , أنجبن جيلا لايتكرر.
وطالما طلبت من اﻵخ صالح الترابي أن يرسم شجرة للعائلة ليجمع هذا الشتات.
صالح المقحوي كان سمير والديّ وكذا أخوالي أبناء خالته ومن طرفه التي لازلت أذكرها في كل مناسبة أن جدي محمد رديف حينما تقدم به السن يحب الحديث كثيرا عن منزلنا القديم الذي بناه هو وأخوه عبدالله وشاركه فيه أبناء أخيهم أحمد المليص عليه رحمة الله .
فيستغل الشيخ صالح المقحوي ضعف ذاكرة جدي فيقول ياعم محمد ماشاء الله على بنائكم لبيتكم هذا الزريف، لكن الظاهر أنكم بنيتم العالية قبل السافلة ، فيجيبه الجد اللطيف بالإيجاب.
وكانت كلمات والدكم حينما ينتهي من البطنة أو السارية فيوقفها ويقول كلمته المعهودة
( اسم الله عليك وعلى زهوبك).
رحم الله ذلك الجيل وعفا عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى نحن وجميع أحبائنا.
أثرتم أنتم وأبو محمد الدكتور سعيد وبقية الصحب شجوني فحاولت أن أذكر بعض الخواطر،
وماذكرته أنت عن الوالد إنما هي قطرات من بحر.
تحياتي.
د/سعيد بن محمد المليص

 

 

   

رد مع اقتباس