عدد النقاط : 10
الحمد لله وهب كثيراً.ورزق جماً وغزيراً. والصلاة والسلام على المبعوث مبشراً ونذيراً. وعلى آله وأصحابه كواكباً وبدوراً. وبعد: الدنيا! دار الشقاء! ومنزل البلاء! وموطن الضراء! وكدر الصفاء! جديدها بالي! ونعيمها فاني! سرورها زائل! وشديدها نازل! أ بى نعيمها..إلا مخالطة شقائها..وملازمة لأوائها! وأبت أتراحها ومصائبها ..إلا دفعاً لسرورها وأفراحها! أخي المسلم/ هاهو الصيف قد حل بلفحه ولهيبه..وناره وسمومه! فهل من ذكرى لأولي الألباب؟ أم هل من وقفة لأصحاب القلوب السليمة؟! نعم.. حري بكل عاقل ان تذكره الشدائد أخواتها.. وأن تبصره المصائب بمواطن الشكر. ولكن أين المعتبرون؟! شدة الحر من فيح جهنم!! أخي المسلم/ لقد أخبرنا أصدق الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أن شدة الحر من فيح جهنم! فأيهٍ لقلب لم يقف عند هذا الحرف! عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هذا الحرمن فيح جهنم فأبردوا بالصلاة) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم (فيح جهنم) قال الحافظ ابن حجر (أي من سعة انتشارها وتنفسها ,ومنه مكان أفيح أي متسع). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالقالت النار :رب!أكل بعضي بعضاً,فأذن لي أتنفس!فأذن لها بنفسين:نفسٍ في الشتاء ,ونفس في الصيف, فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم ,وما وجدتم من حر أو حرور فمن نفس جهنم ) رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم فيا من لحفك الصيف بحره وحروره.. هل تذكرت أن حر الصيف من فيح جهنم؟ ويا من غزاك الصيف بحره.. هل تذكرت جهنم؟! ويا من ذقت حرارة الصيف.. هل اتعظت؟! الشيء بالشيء يذكر! أخي المسلم/ كم من مثال بين يديك يذكرك غيره! وكم من مثال يذكرك ضده! نعم الشيء بالشيء يذكر ! فهل تذكرت شدة جهنم.. وأنت تصطلي حمارة القيظ؟! تفقد قلبك أيها العاقل.. هل فيه للعظة موضعاً؟! قال ابن رجب (وهذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والألم, فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة,وما فيها من الألم يذكر بألم النار,وجعل الله تعالى في هذه الدار أشياء كثيرة تذكر بدار الغيب المؤجلة الباقية). أخواني أبناء قريتي منكم الكثير من هو أعلم مني بكثير ولكن هي عظة لعل الله أن ينفع بها وفقني الله وأياكم لما يحبه ويرضاه ... معذرةً على الأطالة !! لكم شكري وتقديري