عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2008, 03:07 PM   رقم المشاركة : 5

 





أحدها:

أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق

الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.

ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.

الثانية:

أن تجاهدها على العمل به بعد علمه،

وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.


الثالثة:

أن تجاهدها إلى الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.

وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات،

ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.


الرابعة:

أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق،

ويتحمل ذلك كله لله
)

انتهى كلامه رحمه الله.


فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين،

فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق،

ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلم فذلك يدعي عظيماً في ملكوت السموات.

وفي وصية لقمان لإبنه قال:

( يا بني، إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حزون،

فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق، وإن فتر قائدها حزنت،

فإذا اجتمعا استقامت
).


إن النفس إذا أطمعت طمعت، وإذا فوضت إليها أساءت،

وإذا حملتها على أمر الله صلحت، وإذا تركت الأمر إليها فسدت، فاحذر نفسك،

واتهمها على دينك، وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها، ولا بد له منها،

وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق،

وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب، وما كرهت منها كره.


لا شك أن النفس تكره مشقة الطاعة، وإن كانت تعقب لذة دائمة.

وتحب لذة الراحة، وإن كانت تعقب حسرة وندامة.

فهي تكره قيام الليل وصيام النهار،

وتكره التبكير في الذهاب إلى المسجد،

فكم من شخص يجلس الساعات في المقاهي والأسواق

ويبخل بالدقائق القليلة يجلسها في المسجد،

تكره إنفاق المال في طاعة الله،

تكره الجهاد في سبيل الله.

كما قال تعالى:



[البقرة]

تكره الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله،

تكره القيام بالإصلاح بين الناس،

وهكذا ما من طاعة إلا وللنفس منها موقف الممانع المعارض،

فإن أنت أطعتها أهلكتك وخسرتها،

كما قال تعالى:



[الزمر]

إن أنت أطعتها فقد ظلمتها،

حيث عرضتها لسخط الله وعقابه،

وأهنتها وأنت تظن أنك قد أكرمتها حيث أعطيتها ما تشتهي

وأرحتها من عناء العمل ومشقته فحرمتها من الثواب.


 

 

   

رد مع اقتباس