عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2008, 03:18 PM   رقم المشاركة : 7

 




وأما الشيطان الإنسي فيراه الإنسان،


ويجالسه ويكلمه، ويتلبس بلباس الدين والإنسانية،

وما أكثر شياطين الإنس اليوم وما أكثر دعايتهم للشر،

فهم يدعون إليه بكل وسيلة،

يدعون إلى الإباحية والرذيلة باسم الحرية،

يدعون الناس إلى الخروج من البيوت

وإلى العري والسفور باسم إخراجها من الكبت،

ويدعون إلى سماع الأغاني والمزامير

وتعاطي المخدرات وشرب الخمر باسم الترفيه،

ويدعون إلى إضاعة الصلاة وإتباع الشهوات وترك الجمع والجماعات باسم التسامح،

ويدعون إلى تعطيل الشريعة وتحكيم القوانين باسم العدالة والمرونة،

ويدعون إلى الشرك والبدع ويحذرون من التوحيد والتمسك بالسنن باسم حرية الرأي وترك الجمود،

ويأمرون بالمنكر، وينهون عن المعروف، ويقفون في طريق الدعوة إلى الله،

ويصدون عن سبيل الله، ويشجعون العصاة،

ويهينون أهل الطاعات من المؤمنين والمؤمنات،

ويحاولون تعطيل الحدود باسم مسايرة الأمم المتحضرة وإن كانت كافرة،

أولئك هم شياطين الإنس،

وهذه أعمالهم وعلاماتهم، وهم من جنود إبليس وأعوانه وإخوانه فاحذروهم،

وجاهدوهم حتى توقفوا زحفهم إلى بيوتكم ومجتمعاتكم.

ولكن اعلموا أن الشيطان الجني لا تمنع منه الحجب والأبواب،

ولا يدفع إلا بالاستعاذة بالله منه ومن شره،

والشيطان الإنسي تمنع منه الحجب والأبواب،

ويدفع بالحذر منه والابتعاد عنه وهجره والرد على ما يدلي به من الشبه والمقالات،

والأخذ على يده ومنعه ومن تنفيذ مخططاته والتنبيه لكيده ومكره.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

( فإن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الآدمي، واختاره من بين سائر البرية،

وجعل قلبه محل كنوزه من الإيمان والتوحيد والإخلاص والمحبة والحياء والتعظيم والمراقبة،

وجعل ثوابه إذا قدم عليه أكمل الثواب وأفضله،

وهو النظر إلى وجهه والفوز برضوانه ومجاورته في جنته،

وكان مع ذلك قد ابتلاه بالشهوة والغضب والغفلة،

وابتلاه بعدوه إبليس لا يفتر عنه، فهو يدخل عليه من الأبواب

التي هي من نفسه وطبعه وهواه على العبد:

ثلاثة مسلطون آمرون

فاقتضت رحمة ربه العزيز الرحيم أن أعانه بجند آخر،

يقاوم به هذا الجند الذي يريد هلاكه، فأرسل إليه رسوله،

وأنزل عليه كتابه، وأيده بملك كريم يقابل عدوه الشيطان،

فإذا أمره الشيطان بأمر، أمره الملك بأمر ربه،

وبين له ما في طاعة العدو من الهلاك، فهذا يلم به مرة،

وهذه مرة، والمنصور من نصره الله عز وجل

والمحفوظ من حفظه الله تعالى،

وجعل له مقابل نفسه الأمّارة بالسوء

نفساً مطمئنة إذا أمرته النفس الأمّارة بالسوء نهته عنه النفس المطمئنة.

وإذا نهته عن الخير أمرته به النفس المطمئنة،

وجعل له مقابل الهوى الحامل على طاعة الشيطان والنفس الأمّارة

نوراً وبصيرة وعقلاً يرده عن الذهاب مع الهوى
).


فالحمد لله الذي رد كيد الشيطان باتباع السنة والقرآن،

قال تعالى:






[الشمس]



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



صالح بن فوزان الفوزان



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز بن شويل ; 04-18-2008 الساعة 03:20 PM.

   

رد مع اقتباس